السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مسؤوليّتنا

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
مسؤوليّتنا
مسؤوليّتنا
A+ A-
حاولتُ أنْ أهرب من جبّور الدويهي ومن فارس ساسين، في الأيّام الثلاثة الأخيرة، فلم أستطع. أعترف بخجلٍ وبانسحاق، أنّي لم أحضر لهما مأتمًا، وأنّي عجزتُ عجزًا ماحقًا عن الاتصال بأحدٍ من عائلتيهما للتعزية. وإذ ظننتُني بذلك أنأى ليهدأ روعي، إذا بي ازداد قربًا وتورّطًا. مسألة الموت ليست فقط عاطفيّة (وعائليّة). إنّها أيضًا وفي الآن نفسه، مسألة المأزق الأخطر والأصعب والأدهى الذي يتحدّى حياتنا، ويستلّ منّا الجوهر، ويُميتنا، ونعجز عن النيل منه، أو - في الأقلّ - الالتفاف عليه، و"تدوير" زواياه.  الوجودُ الطيّبُ الشذى نفسُهُ هو الذي يموت، لا عناصرُهُ فحسب، ولا مكوّناتُهُ، ولا فقط أشخاصُهُ النابهون المتألّقون. يجب أنْ أدقّ النفير، بأعلى ما يمكن أنْ يكون عليه نداء هذا النفير، لافتًا إلى – احتضار - هذا الوجود النوعيّ الأنيق اللائق المهيب الكثيف المعنى، احتضارًا يوميًّا، كارثيًّا ومأسويًّا (بالتهجير، بالموت و/أو بسواهما)، في مقابل "ازدهار" وجودٍ انحطاطيٍّ رخيص، بعناصره، ومكوّناته،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم