الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"مرض الكرسيّ وحشرجاته" تراجيكوميديا على ضفاف 14 حزيران 2023

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
الكرسيّ، تجهيز للفنّانة كريس الصوري (غاليري جانين ربيز).
الكرسيّ، تجهيز للفنّانة كريس الصوري (غاليري جانين ربيز).
A+ A-
دعا رئيس "سيّد نفسه" (لا أحد سيّد نفسه) إلى جلسةٍ نيابيّةٍ مخصّصةٍ لانتخاب رئيس للجمهوريّة في الرابع عشر من حزيران الجاري. علمًا أنّ السدّة الأولى شاغرةٌ منذ زمنٍ دستوريٍّ ليس بقليل، وكانت مضت أشهرٌ عدّة من دون أنْ "يستيقظ" مَن يجب أنْ يكون دائم الاستيقاظ والرشد والتعقّل والعقل (كالضمير؟!)، لجعل مجلس النوّاب في حالٍ دائمةٍ من الانعقاد، وليل نهار، من أجل الوصول بالاستحقاق إلى خواتيمه الديموقراطيّة. لكنْ لا شيء يمنع، في ظلّ "سيّد نفسه"، من استمرار هذا الشغور، ما دامت البلطجة هي القانون الوحيد المعمول به في الجمهوريّة اللبنانيّة. على ضفاف هذه الجلسة، وعشيّة انعقادها، كتبتُ هذا النصّ، متأثّرًا أيّما تأثر بتجهيز "الكرسيّ" المهيب الذي شاهدته في "غاليري جانين ربيز" قبيل افتتاح معرضٍ جماعيٍّ هناك في الخامس من الجاري، وهو تجهيزٌ تشكيليٌّ ممتاز، وكثير الدلالات، يحمل توقيع الفنّانة كريس الصوريّ.***بسبب الرئاسة والرئيس، صرتُ أتوجّسُ لا من الكرسيّ الرئاسيّ فحسب، بل من الكراسي جملةً، ومن الكنبات، ومن المقاعد، ومن كلّ ما يوحي بالجلوس مطلقًا، أكان الجلوس في قصرٍ ("مسكون")، أم في مجلسٍ، أم في سرايا... أم في علّيّة. وأيضًا على قارعة. بسبب الدكّة الرخوة، بات كلّ كرسيٍّ، وكلّ جلوسٍ، غوايةً، وسواسًا، مرضًا، بل انتحارًا، وموتًا. وأيّ انتحارٍ، وأيّ موت.أُمضي وقتًا عميقًا من نهاري وحياتي جالسًا، لا استرخاءً أو تشبّثًا بموقعٍ أو بمكان، بل تفكّرًا وإنعامَ نظر. الآن، في غمرة الغمرة المستشرية التي ترتبط بالشغور، بخلوّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم