يكاد لاجئو البحار من لبنانيي الجنسية والإقامة، من سوريين وفلسطينيين، يشهدون بأرواحهم على أن العيش في لبنان دعوة إلى اليأس والإنتحار، وان الرهان على الغيب والقدر هو آخر علاج متاح لمن يعدّون الأيام عند مفترق الحياة والموت. ففي الأولى شيء من الأخرى، وفي الثانية، ربما، درب إلى حياة جديدة، تُجمع الأديان على انتهاء المعذبين في الأرض إليها.لا شيء يفسر الإصرار الأعمى على الإبحار من شمال لبنان إلى شواطئ أوروبا سوى بلوغ المجازفين بحيواتهم وحيوات عائلاتهم سقف اليأس القاتل، في بلد دخل سن اليأس الجماعي، فهم يريدون تحرير أنفسهم من هذه الحياة الظالمة. والموت لهم هو موت الإحتياج إلى كل ما هم محرومون منه، حلالاً كان أو حراماً. فالغذاء كما الممنوعات، والفوضى كما السلطة، والملل كما الفرح، والتعب كما الحيوية. لذا، الهجرة القاتلة ليست يأساً. هي موت الموت. هي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول