الصين تتّجه في هدوء للاشتراك في زعامة العالم

 النظام العالمي الذي تغيَّر في أواخر ثمانينات القرن الماضي بانهيار الاتحاد السوفياتي وبتولّي الولايات المتّحدة الزعامة الأولى فيه بدأ يهتزّ منذ سنوات عدّة وتحديداً بعد بدء الربيع العربي قبل نحو عشر سنوات، الذي ظُنَّ أنّه سيجعل العالم العربي واحة للديموقراطيّة وحقوق الإنسان ولمجتمع الكفاية والعدل. وكانت عودة روسيا الاتحاديّة بزعامة فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط من البوابة السوريّة أولى إشارات الاهتزاز المذكور ولا سيّما بعدما تسبَّب ذلك بقيام علاقة عمل جيّدة فيها شيء من سِمات التحالف مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة التي كانت أوَّل من أطلق بعد تأسيسها عام 1979 شعار لا غرب ولا شرق بل الإسلام، وأوّل من دعا إلى تغيير النظام العالمي الخاضع للهيمنة الأميركيّة قبل انهيار ثنائيّة زعامته وطبعاً بعد انهيارها. لا يستطيع أحد إنكار إسهام الولاية الرئاسيّة لترامب في الولايات المتّحدة بفوضويّتها واعتمادها سياسة الشعارات بدلاً من وضع الاستراتيجيّات والعمل لتنفيذها في الداخل والخارج في إضعاف دورها في العالم بعد إخفاقات عدّة لها وفي إفقاد حلفاءٍ كثيرين لها ثقتهم بها. لكن لا أحد يستطيع في الوقت نفسه إنكار أنّ الزعامة الأحاديّة الدوليّة فشلت، وأنّ نجاحها مستحيل، وأنّ مصلحة العالم تكمن في زعامة مُتعدِّدة القطب له. لا يعني ذلك طبعاً المساواة بين أدوار...