لعسكر أميركا وأمنها الصين "تهديد" ولبايدن "منافسٌ مُقلق"

"تعتقد إدارة الرئيس جو بايدن"، استناداً إلى مُتابع أميركي مُزمن وجدّي لأوضاع بلاده وتطوّر سياساتها داخلاً وخارجاً، "أنّ الاجتماع الأوّل بين وفدها ووفد الصين في ولاية ألاسكا الأسبوع الماضي كان مُخيّباً. فهي لا تزال مُقتنعة أنّ الصين مُصمَّمة على أن تُصبح السلطة المُسيطرة عالميّاً في المجالَيْن العسكريّ والاقتصادي. والأمل في أن تنضمّ إلى النظام العالمي الراهن والتصرّف بموجب قواعده يبدو أنّه قد تبخَّر. لم يُخيِّب ذلك إدارة بايدن وحدها، إذ أزعج وأقلق وخيَّب أيضاً حلفاء أميركا في حوض "الباسيفيك" أي المحيط الهادئ وفي الوقت نفسه الهند وحلفائنا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. إذا لم تتحسَّن العلاقات مع الصين فإنّنا سنُواجه سباق تسلُّح كبيراً بين بلادي وحلفائها من جهة والصين من جهة أخرى. أملي أنا ليس كبيراً إذ أنّ الزعيم الصيني شي جين بينغ قرّر على ما يبدو خنق أيِّ أملٍ في إحياءٍ ما للديموقراطيّة في بلاده، ومُتابعة تنفيذ سياسة تسعى إلى الهيمنة على النظام العالمي الحالي. يعني ذلك أنّ الأعوام المقبلة ستكون مضطربة مع شيء من العنف. في أيّ حال تُفيد المعلومات الواصلة إلى واشنطن أنّ الاجتماع الثاني في ألاسكا بين الوفدين الأميركي والصيني انتهى بأقلّ من الحدّة التي طبعت الاجتماع الأوّل. كما أنّ بعض "التفاهمات" قد تمّ التوصّل إليها، لكن الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل. معظم خبرائنا بالصين لا يزالون يرونها تهديداً وجوديّاً أو تهديداً قريباً منه. وهم متّفقون على أنّ لدى "شي" "أجندة" ستقود إلى مشكلات في المستقبل. لكن كما قال أحد الديبلوماسيّين فإنّ اجتماعات ألاسكا تُمثِّل استئنافاً للاتصال بين دولتي أميركا والصين الذي علّقته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. على الولايات المتّحدة أنّ تتعلّم العيش مع الصين والعكس صحيح أيضاً. في اختصار البُعد بين الدولتين يُقاس بالأميال الكثيرة حول معظم...