الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شريفة هانم تمنّت غراباً

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
ترامب (أ ف ب).
ترامب (أ ف ب).
A+ A-
في التراث العربي، الشعبي والمؤرَّخ، فارسان: عنترة بن شداد من بني عبس، وأبو زيد سلامة من بني هلال. الأول عبد إبن آمة، أو جارية، أعتقه والده لما رأى فيه من بطولات، ما بين حصانه الأبجر وسيفه البتّار. والثاني يقولون في خبث، آهٍ لو اكتمل الأمر لفارسنا الجبار وكانت له بشرة أقل سواداً. ثم يذكِّرون بما لا ينسون: وهل كان من الضروري ان تشتهي السيدة خضرة، غراباً؟ دعونا نرى ماذا يمكن ان نفعل. يجب أن يستقيم أصل المهلهل. كلما خاض لبنان معركة وعاد مقطعاً من ساحة الظنون والإشاعات جناب أمه السيدة خضرة. لكن احد الوجهاء العارفين، أفتى بأنها يوم كانت حاملاً، شاهدت صراعاً بين غربان يتقاتلون، تمكّن أقواهم من دحر الجميع، فتمنّت أن يأتي مولودها اسمرانياً.  وتحقق ما تمنّت. في كل معركة يخوضها بنو هلال، كانوا يزغردون للمهلهل. لكن لا يلبث ان ابن حسب ونسب، أرعب بسيفه العِدا ودافع عن قومه في هجرتهم القاسية من نجد الى تونس الخضراء الى أن قتله دياب بن غانم، "خائن الصداقات وبائع المودّات". يجمعُ بين الفارسين، ابن الآمة وابن "خضرة الشريفة"، ان بشرتهما سوداء محروقة. حسنٌ، الأول، أمه جارية افريقية. لكن من أين لأبي زيد الهلالي اللون المشبوه؟  طالت الحرب، طلع له مَن يقول، صحيح ان خضرة سيدة شريفة. لكن دعونا نرى ماذا يمكن ان نفعل لكي نبدد من الأذهان شبهة الزنا واللقاطة.آخر المنادين بتصحيح هذا الخطأ الخلقي في البلد كان صاحب الزعامة المسيحية المشرقية. يريد تغيير النظام وتعديل الدستور. هذه المرة لا يخوض لبنان معارك فلسطين وسوريا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم