وطن الموت، بات لبنان اليوم مجرد ترجمة مأسوية معاصرة للتراجيديا الاغريقية، التي تتحدث عن ميثولوجيا الآلام الأسطورية التي تصنع الموت في النهاية. تتحدث الأسطورة عن الموت في النار الذي يحوّل الضحية رماداً، وعن الموت في الصقيع الذي يحوّل الضحية ثلجاً يتفتت كالرماد، لكن قدر لبنان البائس، أنه في هذا الزمن السيىء، سيضيف الى قاموس الآلام الأسطورية، الموت غرقاً فتتحول الضحية جثة تتقاذفها الأمواج، تبكيها الأشرعة والنوارس. يا الله، قمة التراجيديا ان يموت الناس بالنار البركانية في المرفأ المنكوب، وان يموتوا في أعالي البحار، ما يذكّرني ربما بحتمية التعاسة البشرية المطلقة، عندما يقول القديس أغسطينوس: "ان البحار ملأتها دموع الذين سبقونا". وهكذا ليسامحني الوزير السابق النائب جان عبيد، إذا سألته: وعن أي دولة تتكلم أيها الصديق المرجعي، عندما تقول قبل يومين، ان على الدولة او ما تبقّى من سلطتها ومسؤوليها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول