السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بيلاطس يسأل: ما هي الحقيقة؟

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
بيلاطس يسأل: ما هي الحقيقة؟
بيلاطس يسأل: ما هي الحقيقة؟
A+ A-
  "أكاد أكمل مئة سنة، وقد رأيت كل شيء يتغير، بما في ذلك مواقع الكواكب في الكون، ولكنني حتى الآن لم أرَ شيئاً يتغير في هذه البلاد. فهنا توجد دساتير جديدة وقوانين جديدة وحروب جديدة كل ثلاثة أشهر. لكننا ما زلنا نعيش في الزمن الاستعماري".غابرييل غارسيا ماركيز تكاثرت في الآونة الأخيرة اتهامات الخيانة يتبادلها السياسيون، كلما عَصي أو صعب عليهم تبادل التمنيات أو التحيات. وقد تذكَّرنا حالة مشابهة أوائل الحرب، عندما علّق القيادي الفلسطيني أبو أياد على تلك المبارزات بالقول: "اعتقد أنهم جميعاً على حق". في بلدان البشر تُعتبر الخيانة آخر التهم، أما هنا فقد وجَّهها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى جميع السياسيين، وما اعترض أحد. ولا كان في هموم أحد ان القائل قادم من بلاد الماريشال بيتان، الذي ترفض فرنسا، حتى اليوم، ان تغفر له التعامل مع النازية بحجة إنقاذها. كل ما فعله بطل فردان السابق آنذاك، أنه فسَّر للجهلة معاني الحالات الخيانية الثلاث وأسبابها، باعتباره ركناً من أركان الدفاع عن المسيحية التي لم تعد تعرف على يد مَن سوف تُنقذ. لكن فاته تفسير غابرييل غارسيا ماركيز، الذي روى في "الحب في زمن الكوليرا" ان لعنة الله حلّت على الديوك بسبب ديك القديس بطرس. غير ان معلم وزير الاشعاع والنور صحح له (ولنا) فوراً انه ليس مجرد مسيح في لبنان، هذه البقعة الصغيرة، وإنما هو حامل صليب الشرق، دون تحديد، الاوسط أو الادنى.  ما من تواضع يتسع للفرد اللبناني، لذلك، يضم المسيح يسوع بن مريم الى ما يقتني، والشرق الى ما يكتري، ولا يرتضي بأقل من اميركا خصماً. في انغماسه بالقضايا الكبرى، مثل المسيحية في الشرق، تغيب عن باله القضايا الفرعية، مثل المسيحيين في المرفأ والبحر وما وراء البحار، ومثل كل رقم آخر، يتحول عدد المهاجرين والمشردين والراقدين تحت التراب إلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم