الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

...وبعدِ بُكرا يوم التلات

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
"مرة أخرى تنهزم أكبر قوة عسكرية واستخباراتية في العالم" (تعبيرية - أ ف ب).
"مرة أخرى تنهزم أكبر قوة عسكرية واستخباراتية في العالم" (تعبيرية - أ ف ب).
A+ A-
منذ عقود والتطور يصارع القرون الوسطى في افغانستان. والرابح دائماً معروف سلفاً. عندما انتهت الآلة السوفياتية في موسكو بعد 70 عاماً من اكتوبر لينين، عاد كل شيء الى ما كان قبل 70 عاماً في كل الجمهوريات، وسارع الزعماء الشيوعيون الى استعادة العمائم، بينما تقدم فلاديمير بوتين حَضَرَةَ  القداديس الكاتدرائية، ووضع ادوارد شفارنادزه خلفه صورة ضخمة للعذراء.  فيما كانت ولايات افغانستان تتساقط مثل أحجار الدومينو، كانت ساحات القرى وشوارع المدن تخلو من النساء. عدن الى خلف الجدران على وجه السرعة. وتقدمت قوات "طالبان"، مموّلة بالخوّات التي فرضتها على الناس، وبالاسلحة الاميركية التي صادرتها من قوات الحكومة الهاربة، أو المستسلمة. وفرّ اهل الحكومة سريعاً، تقدمهم الرئيس اشرف غني بكل نياته الحسنة، ومع فرارهم اندثرت المعنويات، فيما تدافع "الطالبان" نحو المدن التي كانوا يتربصون على ابوابها منذ سنوات. فيما فرّ الديبلوماسيون الاميركيون من السفارة على عجل، كان فلاديمير بوتين يعلن من الكرملين على عجل ايضاً، أنه يجب عدم فرض معتقدات "غريبة" على "طالبان". وترجمة ذلك اعتراف سريع بالحركة التي هزمت السوفيات بعد قتال بائس دام عشر سنين و69 الف قتيل، تلته حرب اميركية دامت 20 عاماً و2,400 قتيل. ما بين اعلان جو بايدن في نيسان ان واشنطن ملتزمة قرار الانسحاب الذي وقّعه سلفه النزق، ابتداءً من ايار، وبين اخلاء السفارة المذل، منتصف هذا الشهر، كانت الدولة الافغانية قد انتهت، ربما الى الأبد، وحركة "طالبان" قد ترسّخت، الى امد غير معروف. حركة لا تتحمل مسؤولية قانون، أو وثيقة، أو معاهدة، تفسر السياسة كما تشاء، والحياة كما تفرض، وتوزع مواطنيها على السجون الصغيرة والسجن الكبير، ولاحقاً، على جهنم أو الجنة. أي بعكس لبنان، حيث يعطى المواطنون الاعزاء جهنم اولاً. مع ختم رسمي، بالتسلم. طبعاً، عالم هش مثل هذا العالم، كان يشاهد ما يجري ولا يصدق....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم