الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"دولة لقيطة"

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
"المرء يستطيع هجر بيته لا قبره"شارل قرمقرأت هذا التعبير "دولة لقيطة" للمرة الأولى في استخدامه الصيني. ورد ذلك كما أشرت في مقالي الأسبق "الشرق الأقصى"يأتي" إلى الشرق الأوسط" (النهار 16- 3- 2023) نقلا عن توصيف كاتب صيني هو وانغ إيوي يمتدح تحوّل إحدى دول أوروبا الوسطى من "دولة لقيطة " إلى دولة مركز في التواصلات البرية والجوية بفضل "مبادرة الحزام والطريق الصينية" التي يخصِّص لها إيوي كتابه المترجم إلى اللغة العربية على يد مترجمين صينيين..وقرأت هذا التعبير مرة ثانية لو متأخرا في مقال لأحد الكتاب الإيرلنديين في مجلة بريطانية ونقله موقع إلكتروني عربي يصف "إيرلندا الشمالية" على أنها "دولة لقيطة" والاستخدامان الصيني والإيرلندي يعنيان ب"اللقيطة": الدولة التي لا يرغب بها أحد أو التي لم يكن يرغب بها أحد.عندما فكّرت في هذه الإحالة لمعنى "الدولة اللقيطة" على الحالة اللبنانية كان من الطبيعي أن أجد الحالة الإيرلندية الشمالية أقرب بطبيعة الحال إلى الوضع اللبناني حيث في الدولتين يختلف اللبنانيون كما الإيرلنديون على أسس طائفية، في لبنان المسلمون والمسيحيون، ثم الموارنة والسنّة و الشيعة و الدروز على موقع دولتهم مع المحيط وعلى صيغة الحكم، وفي إيرلندا الكاثوليك والبروتستانت على الولاء الوطني وتاليا صيغة الحكم.للبنان أُمٌ هي فرنسا و أب هو النظام الدولي بعد الحرب العالمية الأولى مدعوما من البطريركية المارونية. إذن ليس كيان "لبنان الكبير" وليد"زنى" (جيوسياسي) كما يفترض المعنى الحرفي لكلمة اللقيط أو اللقيطة.غير أن ما آلت إليه أحوال الدولة اللبنانية يكاد يحوِّل الكيان والدولة إلى حالة لقيطة. لبنان لا يشكو من عدم التصارع عليه ولكن من الاستهانة به. أصبحنا دولة لقيطة بسبب الضعف والاستضعاف والاستهانة الداخلية والخارجية. حتى كوننا بلدا لقيطا صار له معنى، ليس عدم وجودالاهتمام بنا، بل سهولة بناء موقع لكل "عابر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم