غداة الذكرى السابعة والسبعين للاستقلال التي مرّتْ ممهورةً بأوجاعٍ ومراراتٍ وخيباتٍ ومخاوفَ كثيفة، يهمّني أنْ أصوِّب على نقطةٍ حساسّةٍ للغاية، وهي أنّ الناس لم يعودوا قادرين حقًّا على التحمّل، نفسيًّا ومادّيًّا. وإنّي إذ أشدّد على الناحية النفسيّة خصوصًا، منوِّهًا بأنّهم مُحِقّون و"طبيعيّون" في مشاعرهم وانفعالاتهم وردود أفعالهم، حيال ما انتهى إليه الوضعُ الجحيميّ في لبنان، يهمّني أنْ أخاطب هؤلاء الناس - وأنا واحدٌ منهم - بالقول: لا تضيِّعوا الشنكاش، بل صوِّبوا البوصلة جيّدًا حيث يجب أنْ تصوِّبوها. إكرهوا ما (ومَن) يجب أنْ تكرهوه، لكنْ لا يجوز أنْ تكرهوا لبنان، وأنْ تصبّوا غضبكم عليه، وأنْ تعلنوا كفركم به، وأنْ تغسلوا أيديكم منه. هذا خطأٌ جسيمٌ في التضييع والتصويب، لا يعادله أيُّ تصويبٍ أو تضييع. الأفقُ مغلقٌ تمامًا، وبطريقةٍ هرمسيّة. الوضع الوطنيّ -...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول