المخاطرة الكبيرة للحريري بالنجاح او الفشل

 يود اللبنانيون او غالبية منهم ان تنجح مبادرة الرئيس المكلف سعد الحريري لاعتبارات مبدئية مصلحية لا تتصل باعتبارات طائفية او سياسية على رغم الاصطفاف المقيت للحزبيين والمناصرين على وسائل التواصل الاجتماعي. يحتاج اللبنانيون الى بعض الاوكسيجين في ظل حالة انتظار مريرة لنهاية النفق الذي يتدحرجون اليه فيما التشاؤم يغلب عليهم في ظل المواقف المعلنة للقوى السياسية التي تكشف ان بعضا من هؤلاء لا يرون ولا يأبهون فعلا بما جرى للبنانيين . ويعرف الحريري انه لا يملك عصا سحرية للانقاذ الاقتصادي والمالي الصعب جدا لكنه اخذ على عاتقه المحاولة التي تملك فرصا متساوية بالنجاح او الفشل على خلفية مجموعة عوامل مهمة قد يكون اهمها توافر ارادة خارجية حقيقية من الجهات الاقليمية النافذة في لبنان لا سيما من ايران  من اجل اتاحة اصلاح وضع قد ينعكس ايجابا عليها وليس لمصلحة لبنان فحسب. فهذا العامل الاقليمي الذي يترجمه " حزب الله" وحلفاؤه مرتبط بواقع خشية الكثيرين من ان يكون السيناريو الذي يتم العمل به راهنا انما هو مبني على السعي الى شراء الوقت لايران والحزب ان عبر الحكومة او عبر القبول بوساطة اميركية لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل حتى ما بعد الانتخابات الاميركية في الثالث من الشهر المقبل وتخفيفا في الوقت نفسه لمسار العقوبات الذي وان كان استمر من جانب واشنطن فانما يقول العارفون ليس بالوتيرة او السقف نفسه بل تأكيدا لمسار يمكن ان يتصاعد اذا حصلت مماطلة فعلا وكانت الاستعانة...