"راديكاليو" النخبة الروسية و"واقعيوها" في معركة نهائية؟

ربما تكون روسيا متوجّهة نحو معركة نهائية بين "الراديكاليين" أي الجذريين والمتطرفين الذين التصعيد بالنسبة إليهم طريقة حياة، والواقعيين الذين يعرفون أن الاستمرار في الرهان على التصعيد من شأنه التسبّب بانهيار بلادهم. هذا ما يعتقده باحث يعرف روسيا جيداً ويعمل في مركز أبحاث أميركي جدّي موجود في عواصم القرار في العالم وفي غيرها. ويضيف أن كلاماً عن انشقاق محتمل دخل النخبة الروسية انتشر قبل شهرين أو أكثر، أي بعد الانسحاب العسكري الروسي السريع والمستعجل من منطقة خاركيف الأوكرانية. منذ ذلك الوقت أُجبرت مجموعات عسكرية روسية على الانسحاب من مدينة خيرسون وبدا من خلال ذلك وأمور أخرى أن الاختلاف وربما الانقسام بدأ يتخذ شكلاً واضحاً. بدا من ذلك أن أعضاء النخبة ينقسمون بين واقعيين يطالبون بتوقف موقت للقتال من أجل إعادة التفكير والنظر في أهداف روسيا، وآخرين يؤيّدون تصعيداً قاسياً جداً وبأيّ ثمن. لم يسبق على الإطلاق أن وضعت القرارات الاستراتيجية للرئيس الروسي بوتين النخب الروسية على حافة الانقسام. علماً بأنها كانت تُعدّ في السابق ثمناً للاستقرار، وعلماً أيضاً بأنها أظهرت مقاومة صغيرة لنهوض الأجهزة الأمنية وللحرب الجيورجية عام 2008، ورحّبت باحتلال شبه جزيرة القرم عام 2014 وضمّها الى روسيا. منذ عام 2015 بدأت الحياة في روسيا تُصبح "سوفياتية"، تمثّل ذلك بتعديل الدستور أو تغييره للسماح لبوتين بالبقاء في السلطة وضرب المعارضة المعادية له. خلق ذلك تذمّراً في أوساط النخبة لكنها لم تقم بأي ردّ فعل بل تابعت...