الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

زمن اعتذار الضحية عن مصابها

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
تعبيرية (النهار)
تعبيرية (النهار)
A+ A-
قد أتاك يعتذر لا تسله ما الخبرقد وفى بموعده حين خانت البشرالأخطل الصغيرمنذ أشهر وأنا أضع "السوناتا" الأخطلية أعلاه إلى جانبي استعداداً لبدء المقال التالي. لكن حالة الانتظار طاب لها المقام حيث اعتاد الوطن الإقامة على حافة الجحيم، أو في قلب جهنم، بحسب التفاؤل الرئاسي. منذ أشهر استعد للمقال التالي بهذه التعويذة الأخطلية، متوقعاً أن يعلن هذا الصبور الغفور انفلاته من القفص الذي دُفع إليه، وخروجه من صراع الدمى والاشباح، ويأسه من يقظة الحسّ الوطني، الذي رمَّدته القلوب الاصطناعية، وفقاً لشاعر "أربعاء الرماد" تي. اس. ايليوت. لكن صاحب الاعتذار المنتظر لم يأتِ. ظل هائماً بعيداً عن البؤر والأشراك، يطرح على نفسه سؤال العمر السياسي: هل يخسر واقفاً أم ينسحب رابحاً؟ هل معركته مع البيّاضة نهاية سياسية أم بداية جديدة تتجاوز الإرث الذي جاء به، في أهم دراما عائلية من الدمويات التي ضربت أهل السنّة وهم على كرسي المنصب: رياض الصلح، ورشيد كرامي، وذلك الحريق الرهيب في 14 شباط. وماذا عن رصاصة اطلاق الحرب الأهلية، ألم تغدر معروف سعد؟ ألم يقفز القتل فوق المحظورات وخطوط الطوائف ليردي صاحب العمامة السمحاء حسن خالد، مفتي الجمهورية نفسه؟ ورث سعد الحريري ايضاً مسؤولية الإسم والعائلة والموقع. ليس ملكه وحده أن يبقى أو أن يتخلّى. وليس شأنه وحده، في هذا الحال المتردي من ضعف الجماعة، أن يبدو وكأنه هُزم أمام مذلل الجمهورية، القاضي في مراجعها، القابض على مواقعها. ما هذه الوقعة يا أبا حسام؟ مثل كل اسبوع من هذه الاسابيع الضالّة، اهيّىء هذه الابيات وانتظر: هل أقدّم بها لاعتذار...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم