مصر السيسي وأميركا بايدن ومستقبل علاقتهما الاستراتيجية

مصر الراحل جمال عبد الناصر كانت حليفة للاتحاد السوفياتي إذ اعتمدت على كونه شريكاً للولايات المتحدة في زعامة العالم للحصول على كل ما تحتاج إليه من معدات عسكرية وأسلحة متنوّعة ومن دعم سياسي في المحافل الدولية من أجل الاستعداد لمواجهة إسرائيل بنجاحٍ عسكرياً في حال الحرب معها أو سياسياً في حال الاشتباك معها في المحافل الدولية ولاسيما مجلس الأمن. ومصر الراحل أنور السادات تخلّت عن الاتحاد المذكور وطلبت منه إعادة مستشاريه ومدرّبيه وخبرائه العسكريين منها الى بلادهم بعد نجاحها في استبداله بعلاقة تحالفية ثابتة ومتينة مع أميركا خصمه اللدود، وفي استخدام علاقتها الاستراتيجية المميّزة مع إسرائيل لاستعادة الأراضي التي احتلتها فيها خلال حرب حزيران 1967. وقد حقّقت ذلك بعد توقيعها معاهدة سلام منفرد "كاملة الأوصاف" رغم أن شعبها تحفّظ عليها رغم سعادته باستعادة الأراضي المحتلة من بلاده، بامتناعه عن ممارسة التطبيع معها ومع شعبها. علماً أن التطبيع يشكّل في رأي إسرائيل أحد أبرز أدوات إرساء السلام. طبعاً مرّت علاقات القاهرة وواشنطن بأشهرٍ بل بسنوات عسل، لكنها مرّت أيضاً بخلافات غير استراتيجية إذا جاز التعبير على هذا النحو. ذلك أن الثانية كانت تعترض دائماً...