هل من وجودٍ للقَدَر؟

"شَأْ تَبْنِ دُنيا، شَأْ تُحَطِّمْ دُنيا" (سعيد عقل)المسيحيّة لا تؤمن بالقَدَر. هذا ما يتبيَّن لنا ممّا فعله السيّد المسيح في حياته. فالأمراض المتنوِّعة التي تنتابُ الإنسانَ، والتي يعُدُّها البعض قَدَرًا محتومًا، قد تغلَّبَ عليها السيّد المسيح، فتميَّزتْ أعماله بشفاء المرضى في أجسادهم من بُرْصٍ وعميانٍ وصمٍّ وبُكْمٍ ومخلَّعين، والمرضى في نفوسهم الواقعة، كما كان الاعتقاد في ذلك الزمن، تحت سيطرة الأرواح الشرّيرة، أو الرازحة تحت ثقل الخطايا. حتّى الموتُ تغلّب عليه بإقامة الموتى وقيامته من بين الأموات. كما تغلَّب على عواصف البحر وهدَّأ هيجانَ الأمواج. وهكذا أظهر أن لا شيءٌ محتومٌ في حياة الإنسان: لا المرض، ولا الخطيئة، ولا الموت، ولا كوارث الطبيعة. "لقد جرَّد المسيحُ التاريخَ من قَدَره" .يروي الإنجيل المقدَّس أنَّ يوحنّا المعمدان، "إذ سمع وهو في السجن بأعمال المسيح، أوفد إليه تلاميذَه يقولون له: أأنتَ الآتي أم ننتظر آخر؟ فأجاب يسوع وقال لهم: اذهبوا وبلِّغوا يوحنّا ما تسمعون وما ترَون: إنّ العميَ يُبصِرون، والعُرْجَ يمشون باستواءٍ، والبرصَ يطهُرون،...