هل تُبدِّل الانتخابات الخريطة السياسيّة في العراق؟

قرّرت حكومة الرئيس مصطفى الكاظمي إجراء انتخابات نيابيّة عامّة في العراق الشهر المقبل أي تشرين الأوّل. لكنّ أحداً حتّى الآن لا يستطيع أن يؤكِّد إجرائها أو تأجيلها إلى العام المقبل. وقد أثار الشكّ في هذا الموضوع إعلان السيّد مقتدى الصدر في 15 تموّز الماضي انسحاب تيّاره من الانتخابات ثمّ عودته عنه بعد شهرٍ واثني عشر يوماً. أمّا سبب قرار إجراء الانتخابات فكان الدعوات إلى الإصلاح التي أطلقتها "انتفاضة" تشرين الأول 2019 الشعبيّة التي ضغطت وبقوّة لإجراء انتخابات جديدة عادلة وشفّافة قبل الموعد الرسمي المُقرَّر لها، وذلك بعدما اعتُبرت انتخابات عام 2018 غير حرّة وغير عادلة وبنسبة كبيرة. أمّا السبب الفعليّ للانتفاضة المذكورة فكان الغضب الشعبي من الفساد المُستشري في العراق، وارتفاع مستويات البطالة، وتدهور الأمن والاستقرار في البلاد، وعجز الحكومة عن توفير الخدمات الأساسيّة للمواطنين مثل الكهرباء والمياه والسكن وفرص العمل. دفع ذلك في حينه رئيس الحكومة الدكتور عادل عبد المهدي إلى الاستقالة في كانون الأوّل 2019. كما دفع خلفه في رئاسة الحكومة منذ أيّار 2020 مصطفى الكاظمي إلى وعد الشعب العراقي بإجراء انتخابات مُبكرة.  هل يخوض الكاظمي الانتخابات التي دعا إلى إجرائها؟ تُفيد معلومات مركز أبحاث جدّي أميركي وفّرتها له شخصيّات عراقيّة أكاديميّة منها نوزاد ع. شكري أنّ الكاظمي لم يُشكِّل تحالفاً للانتخابات المقبلة بعدما كان فكَّر في ذلك وبدأ العمل على لائحة مُعيَّنة. قد يكون السبب اعتقاده أنّ ابتعاده عن المُنافسة الانتخابيّة قد يجعله مُرشَّحاً توافقيّاً بعد انتهاء الانتخابات...