ذاك النزف العقيم!

سوف تتسم جولات التساجل وتبادل الاتهامات والردود ورفع وتيرة الشتائم المقذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الآن فصاعدا بمزيد من العقم والعبثية كلما طال امد ازمة تعطيل الحكومة العتيدة التي بات الغبار التي يغشى ذكرها وتردادها اكثر سماكة من ذكر تسمية حكومة تصريف الاعمال. اليوم يطوي تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة "الافتراضية" شهره الرابع على أرضية سياسية وسلطوية تكاد تجعلنا نترحم على الفراغ الدستوري بذاته باعتبار ان الأسوأ من الفراغ هو ان تكون في واقع دولة وحكم ومؤسسات على طراز هذا الهيكل المهترئ القائم الان في لبنان الذي يسمونه دولة زورا وتزييفا . اننا غالبا بفعل الاضطرار الى المقارنات والمقاربات التي لا يزال القليل مما تبقى من هيكليات السياسة يبيحها نستعيد ظروف الازمات الحكومية...