هل انعدم فعلا هامش المناورة امام تشكيل الحكومة؟

 مفارقة بينة تواكب المشهد السياسي المتعثر، لفتت الكثير من المراقبين وهي تتأتى من حال الصمت والسكون اللذين يقارب بهما الرئيس المكلف سعد الحريري مهمة تاليف الحكومة المنتظر ولادتها والتي تصدى لها، منذ نحو شهر، الى درجة انه بدا مستنكفا حتى عن الدفاع عن نفسه لدرء "الهجمات والاتهامات" المتتالية التي يحاصره بها خصومه.  ولم يعد خافيا ان ثمة من يتهم الحريري كأنه المقصر الاكبر وربما الوحيد في اداء ما مطلوب في مسار التاليف، فيما كل الاخرين اي الرئاسة الاولى والتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي (حركة امل وحزب الله ) يتصرفون كأنهم قد غسلوا ايديهم من اية مسؤولية وتبعة بل ان بعض هذه القوى القى على عاتق الحريري مسؤولية تضييع فرصة الايام العشر الممكنة للتاليف والخروج من حال الفراغ السياسي القاتل.  وعليه طرح في الاوساط السياسية على اختلاف توجهاتها السؤال عن الاسباب والذرائع والمبررات المعلنة والمضمرة التي تدفع الئيس المكلف الى انتهاج سياسة الصمت والسكوت عن صد اصابع الاتهام والشكوك والشبهات التي توجه نحوه وتفرض عليه نوعا من الحصار؟  قبل ايام قليلة بادرت بعض وسائل الاعلام، الى التلويح بان الرئيس الحريري قد بات في طور العزم على الخروج عن سياسة الصمت والروية التي دأب على اتباعها مذ سمي رئيسا مكلفا، ومن ثم قرر الافصاح عن...