ما بعد ضرورات التأريخ وصخب الاحتفال: اجتنابُ الوقوع في الذكرى
20-10-2020 | 00:03
المصدر: النهار
مضى 17 تشرين الأوّل 2020 مثلما يمضي أيُّ يومٍ آخر في نظام الكوكب. ثمّة فارقٌ بالطبع لا بدّ من أنْ يكون قد ميّزه عن باقي النهارات والليالي، والتواريخ، لكنّه، على وجدانيّته الاستثنائيّة، وعناده البهيّ، وصلابته العقليّة والروحيّة، لم يكن جوهريًّا إلى الحدّ الذي يُوقِف الزمن. تأمّلوا معي: لم تغبْ شمسُ المدينةِ قبل موعدها المرسوم، ولا هي كانتْ أشرقتْ بعد الأوان. لم يتزحزحْ كرسيٌّ من موضعه، ولا أيضًا ارتدّ طاغيةٌ عن طغيانه، بل أمعن واستشرى. والحال هذه، لم يقلْ أحدٌ إنّ منطقَ القيلولة قد اختلّ، أو إنّه موشكٌ على الاختلال. تمثالُ الشهداء لا يزال شهيدًا في ساحته، وتمثالُ المغترب لا يزال ينظر ساهمًا صوب البحر الذي أصبح خرابًا. هذه عينةٌ بسيطةٌ، وهي جزءٌ من كلٍّ شبهِ متكاملٍ، وشبهِ مستتبّ. تأمّلوا معي أيضًا ما يأتي: يمكنني أنْ أسترشد بالكتابات، بالمقالات، بالخطب، بمحاورات التوك شو، وبوسائل التواصل، وهذه كلّها أرهقتِ البيوتَ المهدودةَ، كما الموتى والمفقودين، كما الحالمين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول