بسيكولوجيا حاكمة لا يعنيها استقرار دول المحيط
20-10-2020 | 00:00
المصدر: النهار
ليس لدى الجيل الراهن من الحكام الإيرانيين والأتراك الكثير من الذكريات الجيّدة التي تجعلهم يتحسّرون على أوضاع دول منطقة المشرق العربي. والآن علينا أن نضيف بعد انفجار الصراع الآذري الأرمني منطقة البلقان الغربية.فالإيرانيون لاعبون جدد في منطقة الهلال الخصيب والمشرق بالمعنى الكامل للكلمة للمرة الأولى منذ ليس أقل من أربعة قرون، ولولا نقاط الضعف الداخلية في دول هذه المنطقة، العراق، سوريا، لبنان، لما أمكن لهم التمدد بالأشكال التي نراها في العقود الأربعة الأخيرة. أما في القوقاز فكانت مشكلتهم سابقا محاولات التمدد السوفياتي التي بلغت ذروتها في قيامهم بتأسيس جمهورية آذرية على الأرض الإيرانية في الشمال عاشت لمدة عام 1945-1946 وعاصمتها تبريز.. الأتراك أيضا، خصوصا جيل رجب طيب أردوغان لديه في وعيه التاريخي، وفي حاضره الجيوبوليتيكي كل الأعذار المعلنة أو المضمَرة لكي يرى كل دول المشرق ومعها الأردن حصيلة لهزيمة تركيا الشاملة في الحرب العالمية الأولى، وباعتبار نشوء هذه الدول الأربع حصيلة لانتصار تيار تاريخي غربي سبق الحرب العالمية الأولى بسنوات طويلة ونجح في إقامة قواعد فيها. كيف إذا أعطت خارطة ثروات جديدة فرصة لجعل المشاعر والمصالح تسير في وجهة واحدة!وفي القوقاز فإن وجود الصراع الآذري الأرميني المبكر ما أن بدأ الاتحاد السوفياتي بالتفكك أعاد إحياء الحساسيات القومية في تلك المنطقة وبالتالي وصل أردوغان إلى السلطة ولديه كل الأوراق التي تتيح له لعب دور جيوسياسي هناك. قد لا يختصر تعبير "نقاط ضعف" الاستراتيجيةَ الإيرانيةَ في العراق وسوريا ولبنان لأن حضورها في هذه الدول هو حصيلة مركّبة لاندفاعات أيديولوجية ومذهبية وعسكرية وسياسية، لكن كل هذه المواصفات في لغة المكيافيلية الدولية هي عمليا نقاط الضعف القابلة للتحوّل إلى نقاطِ قوةِ الجهةِ المندفعة وهي هنا الجهة الإقليمية التي يقودها نظام يتقن التعبئة المذهبية، فإذا بالجماعات الشيعية العربية تتحوّل إلى مراكز نفوذ إيرانية غاية في القابلية المعنوية والمادية للاستثمار السياسي ال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول