الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

لن نُسلِّمَ لبنان

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تعبيرية (تصوير نبيل اسماعيل)
تعبيرية (تصوير نبيل اسماعيل)
A+ A-
 كان المجتمعُ الدولي (العربي ضِمنًا) يَعتبر أنظمةَ المِنطقةِ تؤدّي وظيفةً، ولبنانَ يؤدّي دورًا. الوظيفةُ عَقدُ مَهمّةٍ محدودٌ في الزمانِ والمكان. الدورُ رسالةٌ متجددّةٌ في خِدمةِ الحضارةِ والسلامِ والإنسانيّة. كلّما كان نظامٌ عربيٌّ يُنهي مَهمّتَه الوظيفيّةَ كان يَسقُطُ كالعصفورِ ولَو النِسرُ شِعارُه. وكلّما كان لبنانُ يقومُ بدورٍ كان وجودُه يَتعزّز. الخَشيةُ اليومَ أن يَتنازلَ لبنانُ عن «الدورِ» ويختارَ «الوظيفة»، فيَسقُط. الصراعُ الحقيقيُّ في البلادِ يَدور بين جماعةٍ لبنانيّةٍ مُتعدِّدةِ الطائفة تَحرِصُ على لبنان الدور، وجماعةٍ لبنانيّةٍ أخرى، مُتعدّدةِ الطائفة أيضًا، تَخلعُ على لبنانَ وظيفةً على مستوى مشروعِها لأنّها لم تَستطِع أنْ تَسموَ إلى مستوى دورِ لبنانَ التاريخيّ.  تَسعى هذه الجماعةُ إلى تحويلِ الدولةِ نظامًا وتوظيفِه أجيرًا لدى أنظمةِ المِنطقةِ وثوراتِها وصراعاتِها ومشاريعِها التوسعيّة. هذا التحوُّلُ، عدا أنه يُقسِّمُ الشعبَ والبلد، يُفقِدُ لبنانَ مُبرِّرَ وجودِه الوِحدويِّ المميَّز. ومتى فَقدَت دولةٌ مُبرِّرَ وجودِها لا يعودُ أصدقاؤها يدافعون عن بقائِها، ويُستَغنى عنها في أوّلِ مناسبة. والخَشيةُ الأخرى ألا يَنتهيَ هذا الصراعُ سياسيًّا لأن جميعَ المساعي السياسيّةِ، منذ التسعينات الماضيةِ، باءت بالفشلِ ودَفعت لبنانَ نحو الانهيار. لبنانُ تجاوزَ جميعَ حروبِه وأزماتِه السابقةِ لأنَّ العالمَ اعتبرَ دورَه الحضاريَّ حاجةً في مِنطقةِ الشرقِ الأوسطِ لعدّة أسبابٍ أبرزُها: 1) تأمينُ ملاذٍ وطنيٍّ آمِنٍ وحرٍّ للمسيحيّين اللبنانيّين ليظلّوا رعاةَ الوجودِ المسيحيِّ الباقي في الشرقِ وباعِثي معنويّاته، وهذا هو معنى مارونيّةُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم