لا حرب ولا عمليّة إسرائيليّة أو أميركيّة في الشهرين المقبلين

 اللبنانيّون المؤيّدون للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، سواء لتبنّيهم إيديولوجيّتها السياسيّة – الدينيّة – المذهبيّة أو لشعورهم بالشكر العميق لها على التأييد الذي وفّرته لهم على مدى عقود ومكُّنهم من التحوُّل لاعبين مُهمّين في الإقليم، كما على الدعم المُتنوّع لهم ولحلفاءهم ولشعوبهم، يُصلّون ليل نهار كي يفشل دونالد ترامب في الحصول على ولاية رئاسيّة ثانية. ذلك أنّها من جهة تستطيع التبجّح بأنَّه كان لها دور في هذا الأمر، وتستطيع الشعور بالفرح لتخلُّصها من عدوٍّ شرس كان هدفه منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2016 ولا يزال التخلُّص من هذه الدولة – القوّة التي شكَّلت تهديداً لبلاده أميركا ولحليفتها الاستراتيجيّة الأولى في الشرق الأوسط إسرائيل. هدفه هذا لم يتغيَّر إذ أنَّه وبعد هزيمته الرئاسيّة غير المُعلنة رسميّاً بعد لا يزال يُخطِّط لإلحاق مزيد من الأذى بها. هذا ما أكّدته أخبار واشنطن في اليومين الماضيين إذ أشارت إلى أنّ ترامب جمع أركانه في البيت الأبيض وأعلمهم برغبته في توجيه ضربة عسكريّة قاضية إلى المنشأة النوويّة الإيرانيّة "نطانز"، وطلب منهم وضع الخطط العملانيّة لذلك. لكنّ هؤلاء ورغم مشاركتهم عدوانيّته لإيران أقنعوه بصرف النظر عن هذه العمليّة لأنّ لا مصلحة فيها لبلاده رغم قدرة عسكرها على تنفيذها بدقّة. لعلّ أكثر ما يغيظ ترامب في هذه المرحلة ليس فوز منافسه الديموقراطي جو بايدن عليه بعد فرز الأصوات وعدِّها واقتراب موعد اعترافه مباشرة أو مُداورة بذلك وتالياً مُغادرته البيت الأبيض إراديّاً أو لا إراديّاً، أنّ هذا المُنافس كان نائب الرئيس أوباما الذي أزال العقبات من أمام التوصُّل إلى اتفاق نووي مع إيران عام 2015 وجعله حقيقة دوليّة ثابتة بعد توقيعه واعتراف المجتمع الدولي به وفي مقدَّمه الأمم المتّحدة بجمعيّتها العامّة ومجلس أمنها. واللبنانيّون المؤيّدون للدول العربيّة المُعادية لإيران باللسان والسياسة والحرب المباشرة والحرب...