سَنَقْطَعُهُم من غُصُون الأَرز ونَرميهم في نار لبنان
19-09-2020 | 00:48
المصدر: النهار
في يومها الخمسين قلتُ أَعودُها، أَتفقَّد كيف تَستعيد وجهَها من تهشيم وأَجْراح. مررتُ بالمرفإِ: يئنُّ بين أَطلاله. مررتُ بواجهتها: تستعيدُ بعض ملامح، لكنها ما زالت أَﭘُّـوكاليـپْـتية بأَقسى ما يمكن الكابوس أَن يَرتجل. لم أَستطع أَن أُميِّز بي شُعورًا عَصَف: أَهو الغضب؟ أَم الحزن؟ أَم الكآبة؟ أَم الثورة على كُلِّ ما... وكُلِّ مَن؟ هدَّأَتْ من اضطرابي النعمةُ التي تَسكُنني منذ وعَيتُها حياةً لي جديدة. أَمسكَتْ بِيَدي كي لا تنزفَ عيناي قهرًا مالحًا على أَبنيةٍ فاغرةٍ صَدْمَتَها، على شرفاتٍ فقَدَت أَصواتها والتلويحات الهانئة، على شوارعَ ضاعت بين أَحجارها الصَرعى أَصداءُ ناسها وذكرياتِـهم الناضحةِ هناءةَ الـمُطايَبَات، على نوافذَ هربَت من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول