بري يكتفي بإطلاق التحذيرات... إلا أنه مستعد للمبادرة

  يروي مقربون من عين التينة ان الرئيس نبيه بري بادر في الآونة الاخيرة الى تخفيف نشاطه اليومي المكثف عادة بعدما وزع الملفات والمهمات العائدة للمجلس النيابي وتلك المرتبطة بالادارات والمجالس والمؤسسات العامة المحسوبة عليه، فضلاً عن القضايا والنشاطات المتصلة بحركة "امل"، على عدد من افراد الدائرة الضيقة المصطفاة والمحيطة به، خصوصا ان بري بات متيقناً من انها صارت عليمة بفعل طول الخبرة والمراس بعدما زاولت مهماتها طويلا في صرح الرئاسة الثانية. وقد كان لافتا لهؤلاء المقربين ان العنصر النوعي المستجد هو في إدخال شخصية شابة الى هذه الدائرة أوكل اليها مهمة الاجتماع والتواصل مع المديرين العامين وكبار المسؤولين، وذلك على طريق تأهيلها لتكون ذات شأن وصاحبة دور وازن ومؤثّر في المستقبل. كما كان لافتا ان رئيس المجلس اكتفى بالاجتماع مع الموفدين العرب والاجانب، الى اللقاءات مع السفراء وكبار الديبلوماسيين، اضافة الى لقاءات منتقاة بعناية وبحسب الضرورة مع القيادات المحلية.ومع ذلك يؤكد المحيطون ببري انه ما زال يحيط بكل تفاصيل مجريات السياسة في الداخل والاقليم، وله في شأنها رأي ووجهة نظر، واستطراداً يجزم هؤلاء بان الرجل يعرف بالضبط الظروف والمعطيات الصائبة والمناسبة لكي يطلق مبادرة او يقول كلاماً او يدلي بموقف ينطوي في عمقه على دلالة، واستتتباعاً يعرف تماما متى يكون الاعتصام بالصمت "فضيلة".  وفي هذا السياق المدروس، لم يكن مفاجئا للدائرة الضيقة المحيطة هذا الاحتجاب الاخير...