يؤكّد المتابعون أنفسهم للحركتين السياسيّة والشعبيّة للرئيس المُكلّف سعد الحريري أنّه ولأوّل مرّة منذ تعاطيه السياسة بعد استشهاد والده وحيد في ساحتها لا حلفاء له ولا أصدقاء باستثناء الرئيس نبيه برّي وليس "الثنائيّة الشيعيّة" لأنّ تمسُّك شريكه فيها أي "حزب الله" بالحريري أملته ولا تزال تُمليه مصالح فئويّة محليّة وإقليميّة. أما العواطف والصداقة وحتّى الشراكة فغائبة كلّها عن هذه العلاقة. الأدلّة على ذلك أكثر من أن تُحصى. فالزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط وقف معه بكل قوّة بعد اغتيال والده وتعاونا على مدى سنوات وفاء لـ"الشهيد" وحرصاً على استكمال مسيرته في تحرير البلاد من نظام سُمّي "أمنيّاً سورياً – لبنانياً" مشتركاً. علماً أنّه كان في الواقع نظاماً سوريّاً فقط. وهو اليوم على خلاف معه لأسباب متنوّعة يُسأل عنها هو أهمّها عدم جديّته في التعاطي السياسي والشعبي وإخفاقه في مجال الأعمال وفي المحافظة على التحالفات الإقليميّة والدوليّة التي أسَّسها والده، كما في الاحتفاظ بالرصيد الشعبي الضخم الذي تركه. لا يعني ذلك طبعاً انتفاء أي مسؤوليّة لجنبلاط عن تردّي العلاقة مع الحريري وعن "الترجرج" في المواقف السياسيّة الذي أملته عليه مسؤوليّته عن منطقته وشعبه أوّلاً وفي الوقت نفسه مسؤوليّته الوطنيّة اللبنانيّة. و"حزب القوات اللبنانية" الذي كان أحد أقرب الحلفاء الداخليّين إلى الحريري الإبن ابتعد عنه في السياسة كما في العلاقة الشخصيّة. وربّما يكون حلَّ محلّه حليفاً موثوقاً في معقلين عربيّين مُهمّين كانا سنداً قويّاً له وقبله لوالده الراحل هما...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول