لماذا يعجز برّي للمرة الأولى عن المبادرة ويستسلم للانتظار؟

 بحكم رحلتنا في العمل الاعلامي الطويلة نسبيا، ومواكبة المسار السياسي التصاعدي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، كان دوما قادرا على اجتراح الافكاروابتداع الحلول وخلق التسويات لاخراج النظام وتركيبة الحكم من نفق الازمات المتكررة. ولكنه ها هو بعد ثلاثة عقود يبادر الى رفع راية الاستسلام واشهار العجز، عن الفعل والمبادرة في خضم ازمة ملء الفراغ الحكومي المحتدمة منذ اسابيع وقد تجلى ذلك اكثر ما يكون بقوله بصريح العبارة: "ان الوضع ليس مريحا على الاطلاق، فقد دخلنا في النفق ولا اعرف كيف سنخرج منه "  وبمرارة البوح عن التسليم بالقصور يستطرد بري: لقد اصبحنا في حال يرثى لها والوضع الحكومي مسدودبالكامل". ويختم:" ما علينا سوى ان ننتظر". لا نخال ان استرجعنا ما نعلمه عن هذا الرجل الاستثنائي انه سبق له ان اطلق مثل هذه المواقف المثقلة باليأس والمترعة بالاستسلام رغم عبوره في معموديات نار ازمات اشد وادهى. وفي هذا عبرة، ولهذا يحتاج المشهد الحالك الى وقفة ممعنة. حيال ذلك الباب الموصد ثمة في الوسط الشيعي خصوصا من يفتح نافذة التساؤل حول ما اذا كان الوضع قد بلغ هذا المستوى من الاستعصاء الى درجة ان شخصية محورية بمستوى بري التي ما انفكت يوما عن تقديم البراهين والادلة على منسوب الدينامية السياسية العالية، ترفع فجأة كفيها في الهواء قنوطا ويأسا ولسان حالها الضمني يردد ليس امامنا "سوى الانتظار" ولانملك الا الدعاء والتضرع لاننا اصبحنا في حال يرثى لها.   والذين على علم بحال رئيس حركة "امل"...