ما جديد المواجهات البعيدة عن الأنظار على طول الحدود الجنوبية؟

 على مدى ثلاث ليالٍ متتالية منذ ليل الجمعة الماضي، والبقعة الجغرافية الممتدة على جانبي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، تعيش على وقع "طبول الحرب" ووضع عسكري تطور من حال الاستنفار الذي أعلنته تل أبيب منذ نحو أربعة أشهر بعد قتل الطيران الإسرائيلي الكادر العسكري في "حزب الله" علي محسن في غارة نفذها على محيط دمشق، ولم يعد جديداً أن الحزب أعلن فوراً عزمه على الرد بهدف الانتقام من جهة، وإعادة الاعتبار إلى معادلة عسكرية معروفة، تقوم على أساس الردع المتبادل من جهة أخرى. تنفس صبح الليلة الأولى، وفق جهات على صلة بتفاصيل تطورات الوضع الحدودي، عن واقعة مسبوقة، جوهرها أن عاملاً من التابعية السودانية اخترق الحدود الجنوبية من جهة مستوطنة المنارة وتسلل إلى العمق الإسرائيلي لمسافة بسيطة قبل أن تكتشفه أجهزة الرصد ودوريات الاستطلاع الإسرائيلية وتقبض عليه.الشخص المتسلل طلباً للجوء اجتماعي، يكرر بفعل ضيق فرص العيش في لبنان، تجارب مماثلة فاشلة لأكثر من 30 من مواطنيه سلكوا منذ الصيف الماضي المسلك الخشن نفسه وانتهوا إلى الوقوع في قبضة الإسرائيليين، ما يكشف بشكل أو آخر مدى هشاشة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية بعدم اكتشاف متسلل أعزل لا يملك أي خبرة تقنية تؤهله لفعل التسلل وعبور حدود يفترض أنها مراقبة بدقة.  وقد أضيف إلى تلك الثغرة في جدار الأمن الإسرائيلي أخرى متأتية من حجم انكفاء الدوريات الإسرائيلية عن المراقبة والرصد، لدرجة أن الراصدين من الجهة اللبنانية تيقنوا أن إسرائيل ربما "سيّبت " حدودها. ليل تسلل...