الطريقُ في أوّلِهِ: 17 تشرين الأوّل 2019 - 17 تشرين الأوّل 2020

 كتابٌ مفتوحٌ إلى غلاةِ المتفائلينَ من أهلِ لبنان، الذين يرونَ طريقَ التغييرِ معبَّدًا وخاليًا من الأشواك والفخاخ وموصولًا بالبرِّ الأمين. وهو الكتابُ المفتوحُ نفسُهُ إلى غلاةِ المتشائمينَ الذين يقولون باستحالةِ إزاحةِ الكابوسِ الجاثمِ على حيواتِهم ومصائرِهم. يلجأ العاقلُ إلى العقلِ ليقولَ – على لسانِهِ - الآتي: لا يزال الحاكمُ حاكمًا، والطاغيةُ طاغيةً، لكنْ عبثًا يحتمي الحكّامُ والطغاةُ بأدواتِ الحكمِ الطاغي وأسلحتِها وحصونِها ومرتزقتِها، والكهّانُ والعرّافونَ عبثًا يهرعونَ إلى حِيَلِ التعاويذِ ومكرِ التخرّصاتِ لإرجاءِ عدلِ الأحكام وثأرِ الموجوعين. فلا الأبدُ أبدٌ، ولا سفكُ القلبِ والعقلِ، ولا الرعبُ، ولا الدمُّ، ولا قيامُ الساعةِ، أعادتْ يومًا، عقاربِ ساعةٍ إلى الوراء، فكيف تُعيدُ، اليومَ، عقاربَ هذه الساعةِ اللبنانيّةِ إلى الوراء؟! الزمنُ الذي تمَّ انعقادُهُ قبل عام، 17 تشرين الأوّل 2019، ليس في حسابِهِ أنْ يرتدَّ على أعقابِهِ، ولا من شيمِهِ أنْ يُفسدَ لودّ الحرّيّةِ، ولا للودِّ العقليِّ والرياضيِّ...