الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تصويب أهالي شهداء المرفأ تحرُّكهم يجعله وطنيّاً

المصدر: النهار
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
أهالي الشهداء (تصوير مارك فياض).
أهالي الشهداء (تصوير مارك فياض).
A+ A-
 لا أحد يستطيع أن يلوم أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت أو تفجيره في 4 آب الماضي إذا تحرّكوا ومنذ تلك الفجيعة وبوتيرة مُنتظمة من أجل الضغط على الدولة اللبنانيّة التعيسة وأجهزتها المتنوِّعة الأكثر تعاسة ومنها القضاء كي تقوم بكل ما يلزم من تحقيقات داخليّة ومع الخارج المعني من أجل كشف حقيقة ما جرى في هذا المرفأ التاريخي المهم. ففلذات أكبادهم الـ200 قضوا فيه وهم كانوا يقومون بواجبهم اليوميّ وبعضهم بواجبه الإنقاذي، إذ لم يتردَّد لحظة في رمي نفسه في النار من أجل إطفائها وذلك قبل الانفجار الذي أعقب تفجيريّ هيروشيما وناغازاكي النوويّين في أواخر الحرب العالميّة الثانية من أجل إطفاء الحريق الذي تسبّب بالتفجير وحماية اللبنانيّين وغير اللبنانيّين العاملين في المرفأ. من حقّهم بل من واجبهم أن لا يرتاحوا ولا يدعوا أحداً يرتاح وخصوصاً من كبار الدولة ومؤسّساتها الدستوريّة والقضائيّة والعسكريّة وأجهزتها الأمنيّة المتنوّعة.  وهم يمارسون هذا الحقّ يوميّاً وبغضب شديد. لكنّ الإجلال للشهداء والمحبّة التي لا يمكن تقدير حجمها لهم والحرص على أن يُثمر تحرّكهم اليومي معرفة دقيقة وإن غير مُكتملة بحقيقة ما جرى والمسؤولين عنه على كثرة عددهم، لكنّ ذلك كلّه يفرض على الإعلام، إضافة إلى مواكبته ودعمه ومساعدته بالرأي والكلمة السديدة والمعلومة الصحيحة والصورة غير المؤذية، أن يكون مُتروّياً وأن يُقدّم لهؤلاء أو لقادة تحرّكهم النصيحة المُحبّة بهدوء مع استمرار التحرُّك، وذلك تلافياً لتطوّرات وانفعالات وردود فعل تؤذي قضيّتهم وهي القضيّة الوطنيّة الأولى في لبنان اليوم، وربّما تفتح طريق الفوضى العارمة و"المُنظّمة" في آن من قبل الجهات الداخليّة والخارجيّة التي لها مصلحة أو مصالح أوّلاً في جعل قضيّة شهداء المرفأ في أدنى الاهتمامات الوطنيّة والشعبيّة، كما في عودة شعوبه التي لم توقف حربها السياسيّة رغم وقفها الحروب العسكريّة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم