"حزب الله" لن يبذل أي مسعى يتسبّب بحرب أهلية

لماذا لا يريد "حزب الله" أن يخوض معركة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "تياره" السياسي النائب جبران باسيل ضد "فساد" رئيس "حركة أمل" نبيه بري ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري والزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط؟ ولماذا لا يستطيع ذلك؟ يجيب المتابعون من قرب أنفسهم للوضع اللبناني والجهات السياسية المؤثرة فيه وفي مقدمها "حزب الله" وحركته بالقول: "أولاً لأن هناك تسوية أو بالأحرى ربط نزاعٍ بينه وبين الحريري. ثانياً لأنه شريك في السياسة بجوانبها المذهبية والسياسية والإقليمية مع الرئيس نبيه بري. وهو ليس على استعداد للتفريط بالبيئة الشيعية الحاضنة له ولشريكه في "الثنائية". كما أنه ليس مضطراً الى الذهاب مع عون و"تياره الوطني الحر" وصهره جبران باسيل الى الآخر في محاربتهم الفساد الذي يتهمون به غيرهم. علماً أن الفساد لا يقتصر عليهم، وأن الذين يصمدون على "الغربال" وقت "النخل" من الحلفاء والأصدقاء كما الأعداء عددهم قليل جداً. السبب الفعلي لهذا الموقف هو رفض "الحزب" التسبّب بحرب أهلية داخل الطائفة الشيعية أي البيئة الحاضنة للشريكين. إذ أن أضرارها أكبر بكثير من فوائدها وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان والمنطقة، التي سيتقرّر فيها مصير كيان لبنان وشكل الدولة فيه وحصص شعوبه أي طوائفه ومذاهبه فيها. فضلاً عن أنهما عاشا اشتباكاً أهلياً غير مباشر في أثناء الحرب مع المخيمات الفلسطينية التي شنّتها "أمل" قبل انتهاء حروب 1975 – 1990، وكانت خسائرها فادحة على أكثر من صعيد. كما فضلاً عن أنهما...