تحت رحمة الكوفيد 19: الحياة في الدرجة صفر

تعبر أمامي أسماء "شهداء" الكوفيد 19، في قوافل طويلة طويلة. من هؤلاء أحبابٌ وأصدقاء ومعارف، شديدو الالتصاق بقلبي وعقلي. نهاياتهم المأسويّة تتراك كجبالٍ مدفونةٍ في روحي، وصُوَرُهُم الخلّاقة والضاجّة بالحياة والعقل والفكر والثقافة، تحتلّ عينيَّ وكياني. لا مفرّ عندي من أنْ تظلّ هذه الصُّوَر، ومعها دلالاتُها، ماثلةً فيَّ، لكأنّها الإرث الباقي. ولكأنّي أرثيها بيني وبيني، ولكأنّ أصحابها يقولون لي، صبحَ مساء، بهلعٍ وخشيةٍ ورجاء: نحن خائفون عليك، نحن خائفون عليك. إيّاكَ أنْ تموت. فإلى متى يظلّ المرء يقنع ذاته بالعبارة الفرنسيّة التي تقول ca n arrive qu aux autres؟ لستُ أدري. في مواجهة هذه الكارثة الكونيّة، لا أزال إلى الآن، على قدْرٍ معقولٍ من الواقعيّة الموضوعيّة، فأراني أتابع حياتي، هندامًا وجلوسًا وقيامًا وقعودًا ووقوفًا وراء النافذة، ونومًا واستيقاظًا (وإنْ على تقطّع)، وأكلًا وشربًا. وأراني أبدو في الظاهر رابط الجأش، متماسك...