الجمهوريّون قلقون في أميركا... والديموقراطيّون!

في رسالة إلكترونيّة أخرى إلى "الموقف هذا النهار" اعتبر المُتابع الأميركي المُزمن والجدّي نفسه لأوضاع بلاده داخلاً وخارجاً "أن الأمّة الأميركيّة مُنقسمة وأنّ الحزب الجمهوريّ في حال تمزُّق الآن ومعه القاعدة الشعبيّة لترامب. السبب أنّ الاثنين صدّقا كذبته الكبيرة التي قامت على شعارات برّاقة ورنّانة مثل جعل أميركا عظيمة مجدّداً، وسياسته المُعادية للهجرة وللمسلمين، وتصنيف الإعلام غير المؤيِّد له عدوّاً للشعب ووصفه بالمُزيّف... لكن ما يُحدث التمزُّق الآن أو يُفاقمه هو مضاعفات الهجوم على مبنى "الكابيتول" الذي حرّض عليه واحتلال الكونغرس وردّ الفعل السلبيّ لرجال المال والأعمال الذين كانوا عادة حلفاء له ومُموّلين رئيسيّين للحزب الجمهوري. انطلاقاً من ذلك يُمكن القول أنّ هذا الحزب يواجه حاليّاً قرارات صعبة تُعبِّر عنها الأسئلة الآتية: هل يتخلّى الحزب عن ترامب ويبدأ إجبار الشيوخ والنوّاب الجمهوريّين الذين وقفوا إلى جانب الذين قاموا بالهجوم الذي وصفه الأميركيّون بالعصيان المُسلّح والإنقلاب على الابتعاد عن ترامب؟ هل يُجبر ترامب على الاستقالة أو يصوِّت أعضاء الحزب مع اقتراح إدانته في محاكمة من مجلس الشيوخ بعد أن يتلقّى مضبطة الاتّهام "العازلة" له أو المُقترحة العزل عقوبة له، التي يُرسلها مجلس النوّاب إليه باعتباره محكمة في حالٍ كهذه؟ هذه الخيارات صعبة كلّها لكن لا بُدَّ من اتّخاذ قرارٍ في شأنها. لسوء حظّ الحزب الجمهوري ومعظم أعضائه في الكونغرس أنّهم احتضنوا "الكذبة" الكبيرة لترامب أوّلاً لأنّهم...