موكب الحبش
15-12-2021 | 00:40
المصدر: "النهار"
عاثت بساحتك الظبى يا دار/ ومحا محاسنك البلى والنار/ أرض تقاذفت النوى بقطينها / وتمخّضت بخرابها الأقدار/ كتبت يد الحدثان في عرصاتها / لا أنت أنت ولا الديار ديار.ابن خفاجة الأندلسي كانت للميلاد زمن الأعياد، علاقته وطقوسه. قبل اسابيع منه، تطلّ قطعان ديوك الحبش: مرحة، متباهية، تحرّك رؤوسها الغبية في كل الاتجاهات، كأنها عائدة من انتصارات روما. وعلى الطريق من أول بيروت الى شاطئها الغربي، تنقص أعدادها واحداً واحداً، إذا سمعت ربّات البيوت مناداة صاحب القطيع. أمّا لماذا تبدأ رحلة الذبائح في الاشرفية وليس العكس، فلأن النزول أسهل على البائع وأكثر ربحاً. لا تخسر الديوك الكثير من وزنها، كما في جهد الطلوع.لم تكن لدى الجميع القدرة على تمضية العيد حول ديك حبش. والسبب ليس سعره فقط، بل كلفة حشوته ايضاً. وهي كما شرح الزميل الساخر عماد موسى، المعروف خلال الموسم "بالشيف عماد"، فستق على بندق على كونياك على مربّى من عند مسعود.السنة، والحمدلله، الجميع مرتاح. لا ديوك ولا حبش ولا حشوة. ماكسيموم نصف دزينة بيض. أفضل تطبيق للاشتراكية العلمية ونظرية السلم العالمي. يتغير النظام من دون جميلة أحد. كمبوديا الخمير الحمر، على هوشي منه، الذي هزم الاميركيين أفدح هزائمهم. ركبتُ المصعد في باريس مع صبية من أجمل خلق الله. وعليها أناقة ديور وعطر شانيل و"بول أوفر" هيرمس. وسألت هذه التحفة البشرية، بما ترجمته، من وين حضرة الست؟ فقالت من "هوشي منه". وتقصد الفيتنام. رحلة الاسانسورات سريعة ولا تسمح ببقية الاسئلة. والأسوأ ان الكهرباء لا تنقطع في فرنسا كما تفعل في مستعمراتها السابقة....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول