الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان المُقيم خرّب لبنان الاغتراب... ومُستمرٌّ في تخريبه

المصدر: "النهار"
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
ليست جديدة هجرة اللبنانيّين إلى الخارج، ولم تكن طوعيّة أحياناً كثيرة. فـ"المذابح" التي ارتكبها الدروز والموارنة بعضهم في حقّ بعض بين أربعينيات القرن التاسع عشر وستّينياته أجبرت عدداً كبيراً منهم على الهجرة إلى بلاد الله الواسعة طلباً للأمان. والمجاعة التي عاناها مواطنو "لبنان الصغير"، أي متصرّفية جبل لبنان في الحرب العالميّة الأولى وتحديداً في أواخرها، بقرار رسميّ من والٍ تابعٍ للسلطنة العثمانيّة، دفعت قسماً كبيراً من أبنائه وغالبيّتهم كانت مسيحيّة إلى الهجرة إلى بلاد الله الواسعة أيضاً طلباً للأمان وهرباً من الموت جوعاً في منازلهم وفي زواريب وطرقات قراهم والبلدات. والحروب الأهليّة وغير الأهليّة التي عصفت بلبنان بين 1975 و1990 دفعت بدورها آلافاً مؤلّفة إلى اللحاق بإخوانهم في بلاد الله الواسعة أيضاً في العالم الجديد كما في العالم القديم. وفشل السلام الذي أرساه اتفاق الطائف بعد الحروب المذكورة، لا لعيب فيه بل لاستغلاله من الذين كُلِّفوا مساعدة اللبنانيّين على تنفيذه من أجل وضع يدهم على لبنان تمهيداً لجعله جزءاً لا يتجزّأ من دولتهم، كما لاستغلال قوّة إقليميّة كبيرة غير عربيّة طموحة وتوسُّعيّة الفشل المُشار إليه من أجل دخول المنطقة من الباب اللبناني الضيِّق وفي الوقت نفسه من باب محاربة إسرائيل والانتصار عليها.طبعاً لم تكُن الهجرة دائماً هروباً من واقعٍ صعب اقتصاديّاً وسياسيّاً ودينيّاً، بل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم