الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

متى نَبلُغُ لبنانَ الكبير؟

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
"الغرابةُ أنَّ فئاتٍ لبنانيّةً تَتَعَمَّدُ اعتبارَ المساعدةِ وصايةً" (تعبيرية - "النهار").
"الغرابةُ أنَّ فئاتٍ لبنانيّةً تَتَعَمَّدُ اعتبارَ المساعدةِ وصايةً" (تعبيرية - "النهار").
A+ A-
 لا نستطيعُ أن نكونَ تَبعيّين ونُطالبَ العالمَ أن يتعاطى معنا على أنّنا مستقلّون. نَستَفْظِعُ تدخّلَ دولٍ أجنبيّةٍ في الأزْمةِ بقَصْدِ معالجتِها، ولا نَستَهْجِنُ تَدخُّلَ دولٍ أخرى في لبنانَ لإشعالِ الأزَمات. فلولا الدولُ التي اسْتباحَت لبنانَ ودَمَّرته، لما أباحَت الدولُ الأخرى لنفسِها معالجةَ شأنِنا بغيةَ إنقاذِنا. الأولى تدخّلَت رَغمًا عنّا والأُخرى بِناءً على إلحاحِنا. في لبنانَ مَن يَحمِلُ الفأسَ لقطعِ أيِّ يدٍ تَمتدُّ مساعِدةً، كأنَّ هدفَ هؤلاءِ قتلُ لبنانَ الكبير بما يُمثِّلُ من خصائصَ، وأنَّ مشروعَهم نقلُ لبنانَ من التعدُّديّةِ في الوِحدةِ إلى التعدُّديّةِ في الأحَدِيّة. إنَّ من يأتي بوصايةٍ من هنا، يجب أنْ يَنتظرَ وصايةً من هناك.  هذا تاريخُ لبنانَ مُذْ كان. فالشعوبُ تتحرّكُ عمومًا في دورةٍ تاريخيّةٍ تُكرِّرُ دورانَها بأشكالٍ مختلفةٍ. ولا تتوقّفُ هذه الدورةُ إلا حين يَنطلقُ الشعبُ في مسارٍ مستقبليٍّ جديدٍ يدوم رَدْحًا زمنيًّا ثابتًا وناجحًا يُمكِّنُه من خلقِ دورةٍ تاريخيّةٍ جديدة. نحن في لبنان، خَرجنا من دورتِنا التاريخيّةِ مدّةً غيرَ كافيةٍ (1943/1969) لخلقِ دورةٍ جديدةٍ، فالتَقطَتْنا الدورةُ السابقةُ وبَقِينا فيها. كأنَّ حتميّةَ التاريخِ أقوى من تقريرِ المصير. قَلّما عِشْنا في الاستقلالِ الناجزِ رغمَ نضالِنا في سبيلِه. أمْضينا الوجودَ، قبلَ لبنانَ الكبير وأثناءَه، بين وصايةٍ واحتلالٍ أو بين حكمٍ ذاتيٍّ واستقلالٍ نسبيّ. وإذا كانت الاحتلالاتُ قبلَ نشوءِ دولةِ لبنانَ الكبير عادةَ تلك العصورِ حين لم تكن بعدُ حدودٌ دوليّةٌ ولا قوانينُ دوليّةٌ، فالاحتلالاتُ التي «شرَّفتْنا» بعدَ الاستقلالِ أتَت بناءً على دعوةٍ منّا أو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم