السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الانحراف عن اللغة إلى اللهجة

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
بعد انتخاب الرئيس سليمان فرنجية العام 1970 أصبح الموظفون الزغرتاويون في كل الدوائر، يشددون على إظهار لهجته المفعمة بالأثر السرياني وضمّ المفردات، مهما كان مكانها في الإعراب. لم يمضِ وقت قليل حتى منح اتفاق القاهرة منظمة التحرير الكثير من السلطة والسيادة، فكان ان طغت اللهجة الفلسطينية ورنّتها القومية من الفصحى، وقلّدها كثيرون مبالغين في اعتماد الجزء الغزّاوي منها. وبعدها جاء الاخوة السوريون، وجلس قائدهم في قلعة الاستطلاع، وصارت اللهجة السورية لغة البلاد. وعندما خرجوا سارع اللبنانيون الى استعادة البناء اللغوي الخالي من المدّات والإطالة وطول الانتظار على الحواجز في شمس النهار وقمر الليالي. غادرت اللهجة السورية، ريفية أو شامية، وكانت اللهجة الجنوبية والبعلبكية في الانتظار. اللهجة ليست هوية صاحبها فقط، بل هوية السلطة والتفوق وصورة البلد. يكفي ان نستخدم الحرب على تقاسيم تشبه اللحن، حتى يدرك السامع والمتألم وبينهما الصامت، مَن أنت وما هي قوتك، وبالتالي مدى سلطاتك، ومدى ما يتعين عليك من خضوع.خرق "التيار" ميزان القوى وفلسفة اللهجات، عندما استبدل الثورية والتضمين والايماء، بالمباشر: الرئيس القوي. وكانت تلك نقطة ضعف "التيار" كما يقول الاستراتيجيون في لغتهم العظمى. فالقوة تعبّر عن نفسها بالتواضع، لا بالعنجهيات. ولكن في غياب وسيلة أخرى، كالضمّة الزغرتاوية أو كسرتها، و"الآيش" الكسروانية، ارتأى مفكرو "التيار" تجاوز لطائف اللغة بالمباشر المتزعم منها: الرئيس القوي.قوي على مَن؟ مَن هو العدو الذي تخيفه ضمن جمهورية واحدة، وبلد واحد؟ يحدث هذا عندما لا تكون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم