الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حال الموارنة

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
قصر بعبدا (تعبيرية).
قصر بعبدا (تعبيرية).
A+ A-
"العين عمياء، والإنسان لا يستطيع ان يرى إلّا بالقلب". دو سانت اكزوبيريتتشابه التراجيديا المارونية واليونانية على نحو تراجيدي هو ايضاً. وكما في المسرح اللاتيني، تتفاوت رسالة الصوت والصدى علوّاً وانخفاضاً. ويتصارع الأبطال، ويعمّ الحزن، ولا تنزل الستارة إلّا وقد بلغ المشهد الدرامي ذروته. منذ خروجهم على الروم، وهجرتهم الى جبال لبنان، حَكَمَ عليهم قدرُهم بالإنقسام الدائم بين أثينا واسبارطة. واحدة تعلي الفكر والعقل، وأخرى تؤمن أنه عالَم بدأ بقايين وهابيل ولن يتغيّر. ونظراً لقلّة عددهم، أو بسببها، ظلَّ الصراع قائماً، وعنيفاً، أولاً ضمن الجماعة نفسها، وأحياناً مع الآخرين، وعلى ما قال أبو الطيّب المتنبي في وصف الحصار القدري: "وسوى الروم خلف ظهرك روم". إنهم في كل مكان. وللموارنة خصوم في كل زمان. مضطهَدون، وليس لمثل أديرة الصمود مثيل في مناطحة صخرة سيزيف وكل صخور الأرض.وحده الخيال يمكن ان يتصور أين اعتزلوا، وأين احتموا، وأين أصرّوا على طريقتهم في العبادة ومفهومهم لآلام يسوع وأمه مريم. نقلوا هذا السلوك الصخري الى السياسة والاجتماع. ونقلوه الى كنائسهم في كل الديار. وكانت تُبنى لمار مارون كنيسة في اول الشارع، فتُبنى في آخره كنيسة لمار الياس الحيّ. أما في الوطن نفسه فكان الانقسام تحت سقف الكنيسة الواحدة: أهل "الحارة" على اليمين، وأهل "الحوش" على الشمال. والصف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم