هؤلاء أهلي

هذا الصقيع الذي لا يُرَدّ، في هذه الظلمة الماحقة، في هذا العدم اللبنانيّ الرسميّ، ثمّة سلطاتٌ وحكّامٌ ومسؤولون ومرتزقةٌ وسرّاقٌ ومحتلّون يتدثّرون بدفء المال الحرام. وإذا ضاقوا به، أو إذا استشعروا رعشةً عابرةً بسببٍ من تبكيتِ ضمير (هيهات!)، أشعلوا هذا المالَ الحرامَ ليطفئوا الفضيحةَ النكراء، متذرّعين بأنّهم يئدون نارَ الفتن، درءًا للبلاد . في المقابل، ثمّة "مواطنون" ينتمون إلى وطنٍ لا ينتمي إليهم، ويلوذون بدولةٍ لا تعرف بوجودهم، ولا تعترف لهم بوجود. هم من أهل الأنَفة والكِبَر، يئنّون تحت عربدة العَوَز والحاجة والحرمان واللامبالاة، وتُنتزَع منهم، بالقوّة الغاشمة، أبسط معايير كرامة العيش. لكنّهم، على الرغم من هذا كلّه، لا تنحني لهم هامةٌ، ولا يمدّون...