الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

درسٌ لبناني من العراق

المصدر: النهار
راجح خوري
راجح خوري
رئيس الوزراء العراقي في عيد الجيش  (ا ف ب)
رئيس الوزراء العراقي في عيد الجيش (ا ف ب)
A+ A-
 
يوم الأربعاء الماضي، احتفل العراق بمئوية تأسيس جيشه في استعراض ضخم حضره رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي وقف مستمعاً بكثير من الإرتياح الى خطاب الرئيس برهم صالح، الذي حذّر من عدم امكان بناء جيش وطني مؤمن بعقيدته الوطنية ورسالته في الدفاع عن الوطن وحفظ السيادة، ما لم يتم العمل على ضبط السلاح المتفلت وجعله في يد الدولة.
 
وفي ما بدا واضحاً انه كلام موجه تحديداً الى النظام الإيراني الذي يتصرف وكأن العراق مقاطعة إيرانية، وقد سبق لمسؤولين في طهران ان اعلنوا صراحة ان بغداد هي عاصمة الأمبراطورية الإيرانية، بعدما زعموا انهم باتوا يسيطرون عليها وعلى صنعاء ودمشق وبيروت، أكد الكاظمي وهو القائد العام للقوات المسلحة عزمه "على عدم السماح باختطاف القرار الوطني العراقي من أي جهة كانت"، ومن الواضح هنا ان ليس هناك من جهة تريد اختطاف هذا القرار غير النظام الإيراني الذي يعلن ذلك صراحة!
 
ومن المعلوم ان الفترة المقبلة ستشهد اكتمال انسحاب أكثر من نصف القوات الأميركية. وشدد الكاظمي على ان العراق "لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية او الدولية بعد اليوم". ويأتي كل هذا وسط ما اثارته تصريحات هشام داود مستشار الكاظمي، حول تصرفات قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني من غضب الأوساط الإيرانية واستيائها.
 
وكان داود قال في تصريح لشبكة "BBC" البريطانية، ان سليماني كان يتصرف وكأنه مسؤول عن العراق، يخرج ويدخل متى يشاء، وكان يفترِض ان مسؤوليته تعلو على مسؤولية المسؤولين العراقيين، ولهذا لم تكن أصول العلاقة مع الدولة العراقية ضمن أولوياته، ولكننا الآن كدولة نفرض على خليفته إسماعيل قاآني ان يأتي بفيزا سمة دخول وان يدخل من الباب الصحيح.
 
طبعاً أثارت هذه التصريحات سلسلة من الغضب في أوساط التنظيمات المسلحة التابعة لإيران، تلك التي من الواضح ان الرئيسين برهم صالح ومصطفى الكاظمي قصداها عندما قالا في دعوتيهما "ان صون سيادة العراق وسلامة دولته هو قرار عراقي بامتياز تفرضه ضرورات العراق ومصالحه اولاً وأخيراً، ولن يكون العراق ملعباً للصراعات الإقليمية او الدولية بعد اليوم، ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول".
 
لماذا كل التركيز على مواقف القادة العراقيين؟
لسبب بسيط طبعاً لا يحتاج الى شرح او تبرير، وهو يشكل، وعلى سماع المسؤولين اللبنانيين، الرد الشافي، كما يفرض القول "ان لا سيادة للبنان دون صواريخ حزب الله الإيرانية"، كما قال المفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان، ولكأن ليس في لبنان جيش ولا دور لهذا الجيش، الذي ليس من الكثير القول انه بدا يتيماً ومتروكاً، اولاً بإزاء قائده الأعلى الرئيس ميشال عون كما يفترض، الذي بقي صامتاً واكتفى بأن يطلّ من فنائه الشخصي ليهمس من داخل حدوده الشخصية ان "لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته"، في حين يفقد لبنان دوره لا شراكته في مسؤولية حفظ سيادته بل في معالم هذه السيادة عينها!
ولكن أي سيادة واستقلال والبلد ينهار كومة من الخلافات والرماد، او ركاماً من الطاعون الإقتصادي والصحي والسياسي، بلد مسخرة صار يقال علناً ان سيادته رهن بصواريخ ايران ... بلد أتفه من القدرة على تشكيل حكومة وليس من يمد يده ليعمل على  انتشاله من الوحول وآخرها خيبة ايمانويل ماكرون. 
 
[email protected] / twitter@ khouryrajeh
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم