العراق يتمزق إيرانياً وأميركياً؟

 عندما افتُتحت السفارة الأميركية الجديدة في بغداد في كانون الثاني من عام 2009 أجمع المراقبون على ان واشنطن أشادت قلعة صلبة وقوية، في إشارة الى انها ستكون نقطة ارتكاز مهمة لها في العراق حيث لم تتوقف الأصابع الإيرانية يومياً، عن محاولة الإمساك بكل خيوطه وعلى معاملته وكأنه حديقتها الخلفية. كان ذلك واضحاً وجلياً في حفل الإفتتاح، فعندما وقف الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني ليعرب عن شكره العميق للجانب الأميركي في "مساعدة العراق على إقامة الدولة الديموقراطية التي تُعد نموذجاً للشعوب الأخرى"، كان رئيس الوزراء نوري المالكي في طهران غائباً عن المناسبة، وبدا واضحاً تماماً انه يدرس الخطط والسياسات التي يفترض اتّباعها لترجمة ما ستعلنه طهران في وقت لاحق، من انها باتت تسيطر على اربع عواصم عربية، وان بغداد ستكون عاصمتها الإقليمية! كان الامر مثيرا تماماً، بعد الدور الذي لعبته قوات التحالف الدولية...