السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

... ولن أَحضَرَها جنازتَك!

المصدر: "النهار"
هنري زغيب
هنري زغيب
Bookmark
الوزير السابق والكاتب سجعان قزي.
الوزير السابق والكاتب سجعان قزي.
A+ A-
طبعًا لَن، يا سجعان.. طبعًا لَن..وهل أَنا حقًّا قَويُّ الاحتمال أَن أَرى تابوتَكَ يتهادى على أَكُفِّ الشباب مُشَيِّعيك؟ وهل أَنا شُجاعٌ فعلًا لأَتخيَّلَكَ في النعش مُسَجًّى بلا روح، وأَنت كنتَ عريسَ الروح في مرآة الحياة؟ وهل أَنا متماسكٌ كفايةً لأَقفَ في مأْتمكَ بين سائر مودِّعيك، ولا فرقَ لحظتَها بين بُكاء الدمع الحافي ونُواح الدمع المنهمل؟ طبعًا لَن، يا سجعان.. طبعًا لَن.. قُلْتُها للصابرة "دانية" رفيقةِ العمرِ وسريرِ المستشفى، وأَقولُها لكَ الآن.. ففي السائد أَنَّ لحظات اللقاء الأَخير هي التي تبقى في ذاكرة العينَين، وأَنا لا أَريد أَن أَخسر تلك اللحظات الْكَانت تجمَعُنا في جلساتنا الهادئة عند شرفتكَ الـمُعْنِقَة على خليج جونيه، وأَنتَ فيها كاملُ الأَناقة روحًا وقلبًا ومَلْبَسًا في هَيبة الأُمراء.. ولا أُريد أَن أَفقدَ من عينيَّ كلَّ لقاء بيننا وما يَليه من ذِكَر. سنواتٌ طويلة جَمَعَتْنا على حُب الحياة: منذ تزامُلِنَا دراسةً في معهد الرسُل، ومنذ تَخاصُرِنا مهَنيًّا في "إِذاعة لبنان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم