الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لن يعودَ أحدٌ، بل الباقونَ سيرحلون

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
لبنان
لبنان
A+ A-
 منذ عشرِ سنين ولبنانُ بين روسيا التي تَمتلِكُ استراتيجيّةً ثابتةً ويَصعُبُ على لبنان السيرُ فيها، وبين الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّة التي تُعْوِزُها استراتيجيّةٌ مرحليّةٌ، ورغمَ ذلك يَتعذَّرُ على لبنانَ إهمالُها. وحين استعادَ لبنانُ الرهانَ على فرنسا وَجدَها تائهةً في علاقاتِها اللبنانيّةِ والشرق أوسطيّة. نيّةُ رئيسِها جيّدةٌ وأداءُ إدارتِها باهِتْ. سياسةُ رئيسِها يمينيّةٌ وسياسةُ مستشاريه يساريّة. وكان الارتطامُ العظيمُ لمبادرتِها، بل لدورِها. صعوبةُ السيرِ في الاستراتيجيّةِ الروسيّةِ تعود إلى خَطرِ أن تَجعلَ روسيا لبنانَ امتدادًا لوجودِها في سوريا فتَتسلَّلَ سوريا معها إلى ديارِنا، وإلى عجزِها عن مساعدةِ لبنان بما يحتاجُه اقتصاديًّا وماليًّا. أما تعذّرُ إهمالِ أميركا فيعودُ إلى أنّها أميركا، إلى تَجذُّرِ دورِها في لبنان عبر دعمِ الجيشِ اللبنانيّ، إلى المساعدةِ في ضَبطِ النزاعِ مع إسرائيل وصولًا إلى تسويتِه، وإلى كونِها المرجِعيّةَ الكبرى في الشرقِ الأوسَط والعالم... غيرَ أنَّ لبنانَ قادرٌ على الحصولِ على دعمِ أميركا وروسيا وفرنسا وغيرِها في حالِ عَرَفت دولتُه التعاطي بذَكاءٍ مع هذه الدولِ على أساسِ استراتيجيّةٍ واضحةٍ تُحدِّدُ مصالحَ لبنان. طَوالَ تاريخِ لبنانَ الحديث، لم يَحدُث أن سَعَت دولةٌ إلى الاستفرادِ بلبنان ومنعِه من إقامةِ علاقاتٍ خاصّةٍ مع غيرِها. حتّى سوريا، حين كانت موجودةً عسكريًّا في لبنان، تَقبَّلت انفتاحَه على المجتمعَين العربيِّ والدُوَليِّ واستفادَت منه. لكنَّ الدولةَ اللبنانيّةَ هي من أخَفقَت اليومَ في إقامةِ علاقاتٍ جيّدةٍ مع مجموعةِ دولٍ وحتّى مع دولةٍ واحدة.&nb...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم