الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الصخب والغضب

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
أميركا التي هزّها ترامب (تعبيرية- أ ف ب).
أميركا التي هزّها ترامب (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-
"ما الحياة إلاّ ظل قليل يخطو، ممثل فاشل، يمشي حانقاً ومتبختراً على المسرح، ثم لا يعود يُسمع. إنها حكاية يرويها غبي مليء بالصخب والغضب، ولا معنى لها".ماكبث لم أجد أفضل من هذه المقدمة، ولو أنني استخدمتها كثيراً من قبل، مما يوحي أنني اكرر الاستعارة من منبع واحد. ولكن أوجه الشبه بين الاسكوتلنديَّين، دونالد ترامب وماكبث، لا تقاوم في مثل هذه الاغريقيات المرعبة. كل شيء فيه كان مسرحاً وضوضاء، حتى الستارة الأخيرة أصرّ على أن يسدلها بنفسه، بعد جولة مروّعة من الصخب والغضب، لأن ساحرات ماكبث كنَّ قد وعدنه بأن يصبح ملكاً، فإذا الولاية يتيمة. ظلٌّ قصير، يقول شكسبير، لن يدوم طويلاً. لكن عندما رأى دونالد ترامب انه لم يبقَ شيء لم يحطمه في المرآة، تراجع قليلاً، وطلب من سيدته الجميلة حزم الحقائب. لن  يستطيع ضم البيت الأبيض الى أبراجه. لا بد من تسليم المفاتيح الى المنتخَب الجديد. والدستور. والجمهورية. لكن في غضون ذلك عاشت اميركا، وعاش معها العالم، اربعاء الرماد، ما في قصيدة تي. اس. ايليوت. رعب وخوف من اليمين الاميركي وهو ينفلت في وجه الدستور ومبناه ونصوصه، وينقلب على العاصمة متوحشاً، رافضاً بند الديموقراطية الأول: قرار الناخبين وخيارهم. ليس ان المشهد لا يليق بالكابيتول، روما الحديثة، المشهد لا يليق بأحد. مَن منّا رأى المتظاهرين يقتحمون حرم البرلمان، في لندن أو باريس؟ آه، طبعاً، حدث ذلك في مدريد يوم اقتحم جنرالات فرانكو "الكورتيس" الاسباني لإسقاط الديموقرطية. السلوك الفاشي واحد في كل مكان. وفي كل الازمنة. لكن الغرابة التي حدثت في واشنطن الأربعاء الماضي، لم يكن يتصورها احد. وفي الوقت نفسه كان الجميع يتوقعون من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم