السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

المسيحيّة وكرامة الإنسان

المصدر: النهار
المطران كيرلس بسترس
المطران كيرلس بسترس
Bookmark
الثوب الديني المسيحي والصليب (تعبيرية- "أ ف ب").
الثوب الديني المسيحي والصليب (تعبيرية- "أ ف ب").
A+ A-
 يعتقد بعض الملحدين أنّ الاعتراف بوجود الله يناقض كرامة الإنسان. لذلك عندما ينكرون وجود الله فما ذلك إلاّ لتأكيدهم كرامة الإنسان. إنّ الفيلسوف الألماني فويرباخ، في كتابه "جوهر المسيحيّة" (1841)، يعتبر أنّ الإنسان يُدرِك من جهة حدود طبيعته ومن جهة أخرى رغبته في تخطّي تلك الحدود، فيتوهّم وجود كائن لا حدّ له يدعوه "الله"، يضع فيه كلّ الصفات التي يرغب في الحصول عليها من سموّ فكرٍ وقوّة وحكمة وإبداع. هذه الصفات هي في الواقع صفات الإنسان. لكنّ الإنسان قد تخلّى عنها ووضعها في الله. لذلك هو "متغرّبٌ" عن ذاته. وما السبيل لاسترجاع هذه الصفات إلاّ بإنكار الله. وهكذا يصير الإنسان إله ذاته. وعلى أثر فويرباخ رأى الملحدون من أمثال ماركس ونيتشه وسارتر أنّ الاعتراف بوجود الله هو إنكارٌ للإنسان.  هؤلاء الملحدون لم يفهموا حقيقة المسيحيّة. فالمسيحيّة، في اعترافها بوجود الله، لا تنكر وجود الإنسان بل تؤكّده. وهي ترى أنّ رغبة الإنسان في تخطّي حدوده البشريّة وأنّ هدف سعيه إلى المطلَق مردُّهما كونُ الإنسان خُلِق على صورة الله. لذلك لا شيء ممّا هو دون الله يستطيع أن يُرضيه. هنا تكمن كرامته. والمسيحيّة تؤكّد كرامة الإنسان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم