الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مَن يُنقِذُ لبنان؟

المصدر: النهار
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
تعبيرية (نبيل اسماعيل)
تعبيرية (نبيل اسماعيل)
A+ A-
 من يُنقِذُ لبنان؟ لبنانُ في حاجةٍ إلى مُنقِذ. ما يَجري اليومَ تحت شعارِ الإنقاذِ، يرسِّخُ مَنحى الانهيارِ خصوصًا أنَّ الـمُولَجين به هم سببُ البَلاء. كَشَفت تجاربُ الشعوبِ والدولِ أنْ حين تَدخُل دولةٌ أو مملكةٌ أو إمبراطوريّةٌ طورَ الانهيارِ والتفكّك، قلّما تُنقذُها برامجُ وخُطَطٌ ومساعداتٌ ومؤتمراتٌ ومبادرات. المشاريعُ الإصلاحيّةُ موجودةٌ أصلًا في إداراتِ جميعِ الدولِ ودساتيرِها ومؤسّساتها، لاسيّما في لبنان. لكنْ، ما لم يَبرُزْ رجلٌ عظيمٌ (أو امرأةٌ عظيمةٌ) ـــ وليس بالضرورةِ أن يكونَ زعيمًا بالولادةِ وبالسيرةِ الذاتيّةِ وبالقوّةِ التمثيليّة ـــ ويأخذْ على عاتقِه إنقاذَ الأمّةِ بحزمٍ وتجرّدٍ وبُعدِ رؤية، تواصِلُ الدولُ مسارَها المنحَدِرَ حتى السقوطِ العظيم. يكاد يكون هذا الاستنتاجُ قاعدةً عَبرَ التاريخِ القديمِ والحديث. وتَظُنُّ شعوبٌ أنَّ فشلَ الدولةِ يُستعاضُ عنه بثورةٍ تحقّقُ الإنقاذَ بمجرَّدِ اندلاعِها. لكنْ سَها عن البالِ أن الثورةَ تبقى ثورةً تَدورُ حولَ ذاتِها في الشوارع ما لم يَبرُز من خَلفِ غُبارِها قائدٌ يَشكرُ حماستَها ويُوظّفُ طاقاتِها الثوريّةَ في مشروعٍ إنقاذيٍّ ويَبني دولةً مستقرّة. لكانت الثورةُ الفرنسيّةُ سنةَ 1789 استمرّت عقودًا لو لم يأتِ نابوليون بونابرت ويقومُ بالتغييرِ ويَسُنُّ التشريعاتِ ويُجري الإصلاحاتِ ويؤسِّسُ الدولةَ الجديدة. ولكانت الجُمهوريّةُ الفرنسيّةُ بعدَ التحرير (1945) لا تزال مُضطَربةً سياسيًّا حتّى اليوم لو لم تُسَلِّم مقاليدَ الحُكمِ إلى الجنرال شارل ديغول، فأرسى دستورَ الجُمهوريّةِ الخامسةِ الذي ثَبّتَ استقرارَ فرنسا واستقلالَها. لا يعتقدنَّ القارئُ أنّي أنتظرُ نابوليون وديغول. العقلُ زينةُ الكتّاب مبدئيًّا. ومع ذلك، لا يوجدُ حاليًّا مؤشِّرٌ إلى بروزِ شخصيّةٍ لبنانيّةٍ واعِدة....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم