خَرَجَ لبنان ولم يَعُد. الرجاء ممن يعرِفُ عن بلدنا شيئاً الإتصال بِنَا أو بأقربِ مخفرٍ للضمير. ترَكَنا وطَنُنا نشمُّ ثيابه وننتعلُ أحذيته وننتظرُ عودته. صارَ صورةً مضافةً إلى جانبِ صُوَر الشهداء المعلَّقة على جدران الذاكرة. نتتبَّعُ أخبارَ اختطافِ بلَدِنا في نشراتِ الأخبار. نترقّبُ أن نلقي النظرة الأخيرة عليه. أن نقيمَ له جنازةً لائقة. ذِكرُه سيكونُ مؤبداً. لبنان بينَ عِداد القَتلى. الجناةُ فقأوا عينيه وبتَروا أصابعَه. تركوهُ مرمياً على قارعةِ السياسة. كلُّ ساعةٍ يتأكدُ القتَلَةُ أنه مات. يحرصونَ على توقُّفِ وظائفِه الحيوية. قلبُهُ مسيحُ الشرق وعقلُهُ بطرسُ العرب. لا يحتملُ العربُ مسيحاً وبطرساً في زمن بروتوس ويهوذا. خُلِقَ لبنان قبلَ أوانِه. لم يعرف اللصوصُ كيف يتعاملونَ معه. تارةً عاملوهُ كفديةٍ، وتارةً أخرى كغنيمة. كان يُرِيدُ أن يكونَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول