الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حزبُ الله مِنهم وفينا

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
مجسم لصواريخ "حزب الله" في جنوب لبنان (أ ف ب).
مجسم لصواريخ "حزب الله" في جنوب لبنان (أ ف ب).
A+ A-
 نستطيعُ معاداةَ حزبِ الله عِلمًا أنّه هو يُعادي الجميع لكنّنا لا نستطيعُ أن نَتجاهَلَه. نستطيعُ التَفنُّنَ وحدنَا بالتفكيرِ بمصيرِ لبنان، لكنّنا لا نستطيعُ تقريرَ المصيرِ من دون مشاركتِه. نَستطيعُ اعتبارَه امتدادًا للمشروعِ الإيرانيِّ، لكنّنا لا نَستطيعُ نُكرانَ أنّه جُزءٌ من الشعبِ اللبنانيّ. نستطيعُ التيَقُّنَ من أنّه حالةٌ سلبيّةٌ في الشراكةِ الوطنيّة، لكنّنا لا نَستطيعُ إسقاطَ عضويّتِه من الشراكةِ الوطنيّة.  الخروجُ من هذه الإشكاليّةِ في إطارِ وحدةِ لبنان، يستلزمُ حدوثَ تغييرٍ في مشروعِ حزبِ الله السياسيِّ والعسكريِّ والعقائديِّ ليصُبحَ حزبًا لبنانيًّا بعقيدتِه وولائِه لا بأعضائِه فقط. لكنَّ هذا التغييرَ بعيدُ المنالِ في المدى المنظورِ من خلالِ حوارٍ لبنانيٍّ مع الحزب. وإذا كان البعضُ يَنصَحُ بالانتظار، سها عن بالِه أنَّ الانتظارَ، عدا أنّه لمصلحةِ الأقوى، أي حزبِ الله، فإنَّ اللبنانيّين، المشْرِفين على الانهيارِ الكاملِ، لا يَستطيعون الانتظارَ أكثر من أشهرٍ قليلة. فإذا كانت مشكلةُ حزبِ الله لبنانيّةً وحلُّها خارجيَّا، فلا يعني أن نُسَلِّمَ بها ونتعايشَ معها، خصوصًا أنها ليست محصورةً جغرافيًّا. مجموعُ هذه الإشكاليّاتِ يَعني أنَّ لبنان، بوجودِ حزبِ الله كما هو، سيَبقى دولةً مُعلّقةً، ودستورًا مُهَمَّشًا، وحدودًا سائبةً، وفي أزْمةٍ متكرِّرةٍ ونزاعٍ مُستدامٍ وعلى موعدٍ دائمٍ مع الحروبِ والاعتداءاتِ الإسرائيليّة. هذا الواقعُ يُثبِّتُ الطبقةَ السياسيّة. يَحولُ دون بروزِ النُخبِ الجديدة. يُعرقِلُ تطويرَ النظام. يَجعل الجيَش قوّةً رديفةً في مواجهةِ إسرائيل. يُهشِّلُ المستثمِرين اللبنانيّين والأجانب. يُبعِدُ لبنانَ عن محيطِه العربيّ ويَعزِلُه عن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم