في الوقت الذي ينتظر فيه اللبنانيون في غالبيتهم الساحقة الموعد الاخير للارتطام الكبير، مع تسارع وتيرة الانهيارات المتتالية في مختلف القطاعات الحيوية والأساسية، يغيب السؤال الأبرز والأهم حيال المرحلة التي ستستتبع ذلك الارتطام، والارتدادات الكارثية المرتقبة التي تطرح التحدي الأكثر خطورة وقلقاً: ماذا بعد، وماذا سيبقى من لبنان الطائف والصيغة والنظام الاقتصادي الحر؟ ينشغل اللبنانيون اليوم في مواجهة تحديات تأمين المستلزمات اليومية لضمان سلامتهم وحاجاتهم الاساسية، غافلين عن قصد او غير قصد عن التحديات الوجودية والمحورية التي تواجه البلد ومستقبلهم فيه. وليس صدفة او بريئاً ان تتفاقم الازمات الواحدة تلو الاخرى، وبفترة قياسية، بحيث في اقل من عام سقط البلد وتحللت مؤسساته وانهارت عملته وأفلست مصارفه وقطاعه الخاص، فباتت المصارف من دون سيولة، والمستشفيات من دون أطباء والصيدليات من دون دواء، والمدارس والجامعات من دون اساتذة، والفنادق من دون سواح، فيما باتت مؤسسة الكهرباء من دون فيول، والمولدات الخاصة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول