الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شرق بلا قيامة

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
احتفال الطوائف المسيحيّة التي تتبع التقويم الغربي اليوم بأحد القيامة.
احتفال الطوائف المسيحيّة التي تتبع التقويم الغربي اليوم بأحد القيامة.
A+ A-
قال رودیارد كیبلینغ جملته الشھیرة "الشرقُ شرقٌ والغربُ غربٌ ولن یلتقیا"، ولم یستكملھا بأنّ الشرق الف شرقٍ والغرب واحدٌ تقریباً، والغرب لیس اقلّ من ذلك بكثیر. غیر إنّ الشرق توحّد في مسرى واحد ھو طلب القیامة ورفض فكرة الموت او الغیاب النھائي، ومن لم یؤمن بالقیامة، آمن بالعودة في صیغة أخرى، او في شخص آخر كالتناسخ والتقمّص. واستعبد الفراعنة شعوبھم في بناء القصور من أجل الحیاة الثانیة لا الراھنة. وأعدّوا للفرعون العائد كلّ ما یلزم في الساعة المعیّنة. ربما في اللاوعي الشرقي الجمعيّ انّ فكرة الحیاة الثانیة، تعویض عن العجز عن بناء حیاة حالیة فیھا ما یكفي من السعادة وغبطة العیش. اما الأدیان، فوعدت بنیھا بالجنّة والیوم الآخر، ورأى بعضھا في فكرة القیامة تحدّیاً غیر مقبول للقضاء الإلھي. وبین الدین والأسطورة، او الدین والحیاة، اھتدى من اھتدى وظلّ الباقي معلّقاً، لكنّ الأثر الثقافي ظلّ مسیطراً على أھالي حوض المتوسط منذ ایام الأغارقة الذین كان لدیھم لكل شيء إله أوآلهة، ولكن بصفات بشریة تفوقُ سواھا.الحرب له الھه، والجمال له الهته، وكذلك الخمر والألم. الكتابُ طویلٌ وممتع، تموز وعشتار وسیزیف وبرومیثیوس وسیربیروس الخ. وتأثّر كتّاب الشرق بالفكرة في آدابھم فانتقلوا من الاسطورة الى العبادة الالھیة، ولكن في صورة وعّاظ یخاطبون الله ویُدّعون انّھم ینقلون كلامه، كما فعل المسیح والرسول العربي في الدیانات السماویة.هكذا فعل جبران خلیل جبران عندما كتب النبيّ على تقاسیم ایمانیة كثیرة وفكرة واحدة سمّاھا الحلولیة، ویقصد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم